وكان مشهوراً بالهجاء، وله في نقيب بغداد وكانت في عنقه غدة:
بلع الأمانة فهي في حلقومه ... لا ترتقي صعداً ولا تتنزّل وقال ناصر الدولة بن حمدان:
ولئن غلطت بأن مدحتك طالباً ... جدواك مع علمي بأنّك باخل
فالدولة الغرّاء قد غلطت بأن ... سمّتك ناصرها وأنت الخاذل
إن تمّ أمرك مع يدٍ لك أصبحت ... شلاّء فالأمثال شىء باطل ومما ينسب إليه، وقيل لغيره:
ووعدتني وعداً حسبتك صادقاً ... فجعلت من طعمي أجيء وأذهب
فإذا اجتمعت أنا وأنت بمجلسٍ ... قالوا مسيلمةٌ وهذا أشعب ٦٦ - ومنهم إبراهيم بن سليمان الشامي، دخل الأندلس من المشرق في أخريات أيام الحكم شادياً للشعر، وهو من موالي بني أمية، ولم ينفق على الحكم، وتحرك في أيام ولده الأمير عبد الرحمن فنفق عليه، ووصله، ثم في أيام الأمير محمد بن عبد الرحمن، وكان أدرك بالمشرق كبار المحدثين كأبي نواس وأبي العتاهية. ومن شعره ما كتب به إلى الأمير عبد الرحمن:
يا من تعالى من أميّة في الذرى ... قدما ًفأصبح عالي الأركان
إن الغمام غياثه في وقته ... والغيث من كفّيك كلّ أوان
فالغيث قد عمّ البلاد وأهلها ... وظمئت بينهم فبلّ لساني وله في الأمير عبد الرحمن بن الحكم:
ومن عبد شمسٍ بالمغارب عصبةٌ ... فأسعدها الرحمن حيث أحلّها