للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأبي عمرو الداني (١) مشهورٌ في أيدي الناس.

وأما الحديث فكان بعصرنا في المائة السابعة الإمام أبو الحسن علي بن القطان القرطبي الساكن بحضرة مراكش (٢) ، وله في تفسير غرائبه وفي رجاله مصنفات، وإليه كانت النهاية والإشارة في عصرنا، وسمعت أنه كان اشتغل بجمع أمهات كتب الحديث المشهورة، وحذف المكرر، وكتاب رزين بن عمار الأندلسي (٣) في جمع ما يتضمنه كتاب مسلم والبخاري والموطأ والسنن والنسائي والترمذي كتاب جليل مشهور في أيدي الناس بالمشرق والمغرب، وكتاب " الأحكام " لأبي محمد عبد الحق الإشبيلي مشهور متداول القراءة، وهي أحكام كبرى، وأحكام صغرى، قيل: ووسطى، وكتاب " الجمع بين الصحيحين " للحميدي مشهور.

وأما الفقه فالكتاب المعتمد عليه الآن الذي ينطلق عليه اسم الكتاب عند المالكية حتى بالإسكندرية فكتاب " التهذيب " للبراذعي السرقسطي (٤) ، وكتاب " النهاية " (٥) لأبي الوليد ابن رشد كتاب جليل معظم معتمد عليه عند المالكية، وكذلك كتاب " المنتقى " للباجي.

وأما أصول الدين وأصول الفقه فللإمام أبي بكر ابن العربي الإشبيلي من


(١) أبو عمر عثمان بن سعيد الداني من شيوخ القراء وأبعدهم شهرة؛ انظر في أخباره وكتبه مقدمة المحكم تحقيق الدكتورة عزة حسن (دمشق ١٩٦٠) . والنفح ٢: ١٣٥ (رقم: ٧٦) .
(٢) ترجمة ابن القطان في التكملة رقم: ١٩٢٠ وصلة الصلة: ١٣١ (توفي سنة ٦٢٨) وقد استدرك على كتاب الأحكام الآتي ذكره لابن عبد الحق بكتاب سماه " الوهم والإيهام الواقعين على كتاب الأحكام ".
(٣) هو رزين بن معاوية بن عمار العبدري سرقسطي يكنى أبا الحسن، توفي سنة ٥٢٤ وكان من علماء الحديث (الصلة: ١٨٤) .
(٤) البراذعي واسمه خلف بن أبي القاسم الأزدي، قيرواني ارتحل إلى صقلية وألف فيها كتابه تهذيب المدونة (الديباج: ١١٢) وفرع منه سنة ٣٢٧هـ وليس البراذعي سرقسطيا، ويبدو أنه نسب إلى سرقوسة بصقلية واضطرب الأمر في ذلك على ابن سعيد؛ ومن التهذيب نسخة خطية بدار الكتب رقم: ٤٠٥ فقه مالكي؛ وانظر كتابنا العرب في صقلية: ٩٧ - ٩٨.
(٥) هو كتاب " نهاية المجتهد " (ابن أبي اصيبعة ٢: ٧٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>