للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عاطيته والليل يسحب ذيله ... صهباء كالمسك الفتيق لناشق

وضممته ضمّ الكميّ لسيفه ... وذؤابتاه حمائلٌ في عاتقي

حتى إذا مالت به سنة الكرى ... زحزحته شيئاً وكان معانقي

باعدته (١) عن أضلعٍ تشتاقه ... كيلا ينام على وسادٍ خافق وبثقول القاضي أبي حفص ابن عمر القرطبي (٢) :

هم نظروا لواحظها فهاموا ... وتشرب لبّ شاربها المدام

يخاف الناس مقلتها سواها ... أيذعر قلب حامله الحسام

سما طرفي إليها وهو باكٍ ... وتحت الشمس ينسكب الغمام

وأذكر قدّها فأنوح وجداً ... على الأغصان تنتدب الحمام

وأعقب بينها في الصدر غمّاً ... إذا غربت ذكاء أتى الظلام وبقوله أيضاً:

لها ردفٌ تعلّق في لطيف ... وذاك الردف لي ولها ظلوم

يعذّبني إذا فكّرت فيه ... ويتعبها إذا رامت تقوم وقد أطلت عنان النظم (٣) ، علىأني اكتفيت عن الاستدلال على النهار بالصباح، فبالله إلا ما أخبرتني (٤) : من شاعركم الذي تقابلون به شاعراً ممن ذكرت لا أعرف لكم أشهر ذكراً، وأضخم شعراً، من أبي العباس الجراوي،


(١) ب: أبعدته.
(٢) هو القاضي الأديب أبو حفص عمر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر السلمي، كان من أهل الفتيا بمدينة فاس ثم ترقى إلى الخطابة والقضاء، ولاه المنصور الموحدي قضاء إشبيلية ومات بها وهو قاض سنة ٦٠٣ (انظر الغصون اليانعة: ٩١ وصلة الصلة: ٧٢ وزاد المسافر: ١٠١؛ والقطعتان في الغصون والثانية في زاد المسافر؛ وفي الشريشي ١: ١٥٨) .
(٣) م: عنان القلم في النظم.
(٤) ق: أخبرت.

<<  <  ج: ص:  >  >>