للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليس لي والدٌ ولا لي مولو ... دٌ ولا حزت مذ عقلت عيالا

قد تلذّذت حقبةً (١) بأمورٍ ... فتأمّلتها (٢) فكانت خيالا ومثل قول أبي محمد عبد الله بن العسال الطليطلي (٣) :

انظر الدّنيا فإن أب ... صرتها شيئاً يدوم

فاغد منها في أمانٍ ... إن يساعدك النعيم

وإذا أبصرتها من ... ك على كرهٍ تهيم

فاسل عنها واطّرحها ... وارتحل حيث تقيم وهل نشأ عندكم من النساء مثل ولاّدة المروانية (٤) التي تقول مداعبة للوزير ابن زيدون، وكان له غلام اسمه علي:

ما لابن زيدون على فضله ... يغتابني ظلماً ولا ذنب لي

ينظرني شزراً إذا جئته ... كأنّما جئت لأخصي علي ومثل زينب بنت زياد المؤدب الوادي آشية التي تقول:

ولمّا أبى الواشون إلا فراقنا ... وما لهم عندي وعندك من ثار

وشنّوا على أسماعنا كلّ غارة ... وقلّ حماتي عند ذاك وأنصاري

غزوتهم من مقلتيك وأدمعي ... ومن نفسي بالسيف والماء والنار وأنا أختم هذه القطع المتخيرة بقول ابي بكر ابن بقيّ ليكون الختام مسكاً (٥) :


(١) م: خيفة.
(٢) المغرب: فتدبرتها.
(٣) م: أبي عبد الله محمد؛ وراجع ترجمة ابن العسال في المغرب ٢: ٢١ والحاشية.
(٤) ستأتي تراجم لأدبيات الأندلس في النفح وسيجري التعريف بهن وبمصادر ترجمتهن هنالك.
(٥) اشتهرت هذه الأبيات عند المشارقة، فعارضوها ووردت في عدة مصادر؛ انظر المغرب ٢: ٢١ ومعجم الأدباء ١٩: ٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>