للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيّها الفاضل الذي قد هداني ... نحو من قد حمدته باختبار

شكر الله ما أتيت وجازا ... ك ولا زلت نجم هدى لساري

أيّ يرقٍ أفاد أيّ غمامٍ ... وصباح أدى لضوء نهار

وإذا ما غدا النسيم دليلي ... لم يحلني إلا على الأزهار وهل منكم أعمى قال في ذهاب بصره وسواد شعره، وهو التطيلي (١) :

أما اشتفت منّي الأيام في وطني ... حتى تضايق فيما عنّ من وطري

ولا قضت من سواد العين حاجتها ... حتى تكرّ على ما طلّ في الشّعر وهل منكم الذي طار في مشارق الأرض ومغاربها قوله، وهو أبو القاسم محمد بن هانئ الإلبيري:

فتقت لكم ريح الجلاد بعنبر ... وأمدكم فلق الصّباح المسفر

وجنيتم ثمر الوقائع يانعاً ... بالنصر من ورق الحديد الأخضر وقد سمعت فائتيه في النجوم، ولولا طولها لأنشدتها هنا، فأنها أحسن ما قيل في معناها.

وهل منكم من قال في الزهد مثل قول أبي الوهب العباسي القرطبي (٢) :

أنا في حالتي التي قد تراني ... إن تأملت أحسن الماس حالاً

منزلي حيث شئت من مستقرّ ال ... أرض أسقى من المياه زلالا

ليس لي كسوةٌ أخاف عليها ... من مغيرٍ ولا ترى لي مالا

أجعل الساعد اليمين وسادي ... ثم أثنى إذا انقلبت الشمالا


(١) ديوان التطيلي: ٤٩.
(٢) له ترجمة مسهبة في المغرب ١: ٥٨ وأبياته مثبتة هنالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>