للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوجه من مخلّقٌ بقبيح ما ... يأتيه فهم من آجله يتلثم وهل منكم من هجا أشتر العين بمثل قول أبي العباس ابن حنون (١) الإشبيلي:

يا طلعةً أبدت قبائح جمّةً ... فالكلّ منها إن نظرت قبيح

أبعينك الشتراء عينٌ ثرّةٌ ... منها ترقرق دمعها المسفوح

شترت فقلنا: زورق في لجّة ... مالت بإحدى دفّتيه الريح

وكأنمّا إنسنها ملاّحها ... قد خاف منغرقٍ فظلّ يميح وهل منكم من حضر مع عدوٍ له جاحدٍ لما فعله معه من الخير، وأمامهما زجاجة سوداء فيها خمر، فقال له الحسود المذكور: إن كنت شاعراً فقل في هذه، فقال ارتجالاً، وهو ابن مجبر (٢) :

سأشكو إلى الندمان أمر زجاجةٍ ... تردّت بثوبٍ حالك اللون أسحم

نصبّ بها شمس المدامة بيننا ... فتغرب في جنحً من الليل مظلم

وتجحد أنوار الحميّا بلونها ... كقلب حسودٍ جاحدٍ يد منعم وهل منكم من قال لفاضل جمع بينه وبين فاضل، وهو أبو جعفر الذهبي (٣) :


(١) أبو العباس أحمد بن حنون (عنوان المرقصات: حيون) الإشبيلي، أهله من أغنياء إشبيلية اتهم بالقيام على الموحدين، ثم عفي عنه مدة منصور بني عبد المؤمن (راجع ترجمته في المغرب ١: ٢٤٤ وزاد المسافر: ٥٠ وشعره فيهما وفي عنوان المرقصات: ٤٤) .
(٢) يحيى بن مجبر أبو بكر من بلش (Velz Malaga) ، توفي سنة ٥٨٨ بمراكش؛ ترجمته في زاد المسافر: وبغية الملتمس رقم: ١٤٩٣ وله شعر كثير سيرد في النفح؛ وفي شرح المقصورة والجزء الثالث من البيتان المغرب.
(٣) هو أبو جعفر أحمد بن عتيق بن جرج المعروف بابن الذهبي من أعيان بلنسية غلبت عليه الفلسفة، وهو من أصحاب ابن رشد، إلا أنه اختفى حين طلب أستاذه إلى أن صدر العفو عنه (انظر المغرب ٢: ٣٢١ وابن أبي أصيبعة ٢: ٨١ والديباج: ٦٩ وبغية الوعاة: ١٤٤ والغصون اليانعة: ٣٦ والتكملة: ٩٥ وأبياته في المغرب) .

<<  <  ج: ص:  >  >>