للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمّا ظفرت بليلةٍ من وصله ... والصبّ غير الوصل لا يشفيه

أنضجت وردة خدّه بتنفسي ... وطفقت أرشف ماءها من فيه وهل منكم من هجا من غير النطق بإقذاع فبلغ ما لم يبلغه المقذع، وهو المخزومي في قوله (١) :

يودّ عيسى نزول عيسى ... عساه من دائه يريح

وموضع الداء منه عضوٌ ... لا يرتضي مسّه المسيح ولمّا أقذع أتى أيضاً بأبدع، فقال:

يا فارس الخيل ولا فارسٌ ... إلا على متن الجواد الخصى

زدت على موسى وآياته ... تفجّر الماء وتخفي العصا وهل منكم من مدح بمعنى فبلغ به النهاية من المدح، ثم نقله إلى الهجاء فبلغ به النهاية من الذم، وهو اليكي (٢) في قوله مادحاً:

قومٌ لهم شرف العلا في حميرٍ ... وإذا انتموا لمتونةً فهم هم

لمّا حووا أحراز كلّ فضيلةٍ ... غلب الحياء عليهم فتلثّموا وفي قوله هاجياً:

إن المرابط باخلٌ بنواله ... لكنّه بعياله يتكرم


(١) هو المخزومي الأعمى الذي مرت قصته مع نزهون (النفح ١: ١٩٠ - ١٩٣) ، انظر بيتيه الأولين في زاد المسافر: ٧٥.
(٢) سماه ابن سعيد (المغرب ٢: ٢٦٦) " ابن رومي عصرنا وحطيئة دهرنا " وبيتاه الأولان في المغرب: ٢٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>