للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طائرٌ شادٍ وغصنٌ منثنٍ ... والدجى تشرب صهباء الأصيل وهل منكم من يقول في موشح فيما يجره هذا المعنى:

ورداء الأصيل ... تطويه كفّ الظلام وهو أبو قاسم ابن الفرس (١) .

وهل منكم من وصف غلاماً جميل الصورة راقصاً بمثل قول ابن خروف (٢) :

ومنزع (٣) الحركات يلعب بالنّهى ... لبس المحاسن عند خلع لباسه

متأوّداً كالغصن وسط رياضه ... متلاعباً كالظبي عند كناسه

بالعقل يلعب مقبلاً أو مدبراً ... كالدهر يلعب كيف شاء بناسه

ويضمّ للقدمين منه رأسه ... كالسيف ضمّ ذبابه لرئاسه وهل منكم من وصف خالاً بأحسن من قول النشار (٤) :

ألوّامي على كلفي بيحيى ... متى من حبّه أرجو سراحا

وبين الخدّ والشفتين خالٌ ... كزنجيّ أتى روضاً صباحا

تحيّر في جناه فليس يدري ... أيجني الورد أم يجني الأقاحا وهل منكم من اهتدى إلى معنى في لثم وردة الخد ورشف رضاب الثغر لم يهتد إليه أحد غيره، وهو أبو الحسن سلام بن سلام المالقي (٥) في قوله:


(١) ق ب: أبو القاسم؛ والأرجح أن هذا البيت من موشحة له في المغرب ٢: ١٢٢.
(٢) ابن خروف هذا هو علي بن محمد بن يوسف بن خروف القيسي الراحل إلى المشرق؛ توفي بحلب حوالي سنة ٦٢٠ وترجمته في الذيل والتكملة ٥: ٣٩٦، ومصادر ترجمته في الحاشية؛ وأبياته في الذيل وصلة الصلة: ١١٥ وانظر النفح ٢: ٦٤٠ (رقم ٢٦٧) .
(٣) كذا في أصول النفح؛ وفي الذيل: ومنوع.
(٤) أبو علي النشار بلنسي من شعراء زاد المسافر (ص: ٥٧) وأبياته هنالك.
(٥) صاحب المقامات السبع وكتاب الذخائر والأعلاق في أدب النفوس ومكارم الأخلاق (توفي ٥٤٤) راجع ترجمته في المغرب ١: ٤٣٤ والذيل والتكملة ٤: ٤٨ وجعله ابن عبد الملك إشبيليا؛ وبيتاه في المغرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>