للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها، وقمع عدوها، ويعرض بذكر مصر وشدة حرها، ووقد جمرها، وذلك بعد أن كان وصل لخدمته بالثغر ثم رجع إليها، والأبيات:

أروي رماحك من نحور عداكا ... وانهب بخيلك من أطاع سواكا

واركب خيولاً كالسّعالي شزّباً ... واضرب بسيفك من يشقّ عصاكا

واجلب من الأبطال كلّ سميدعٍ ... يفري بعزمك كلّ من يشناكا

واسترعف السّمر الطّوال وروّها ... واسق المنيّة سيفك السفّاكا

وسر الغداة إلى العداة مبادراً ... بالضرب في هام العدوّ دراكا

وانكح رماحك للثغور فإنّها ... مشتاقةٌ أن تبتني بعلاكا

فالعزّ في نصب الخيام على العدا ... تردي الطّغاة وتدفع الملاّكا

والنصر مقرونٌ بهمّتك التي ... قد أصبحت فوق السّماك سماكا

فإذا عزمت وجدت من هو طائعٌ ... وإذا نهضت وجدت من يخشاكا

والنصر في الأعداء يوم كريهةٍ ... أحلى من الكأس الذي روّاكا

والعجز أن تضحي بمصرٍ راهناً ... وتحلّ في تلك العراص عراكا

فأرح حشاشتك الكريمة من لظى ... مصرٍ لكي نحظى الغداة بذاكا

فلقد غدا قلبي عليك بحرقةٍ ... شغفاً ولا حرّ البلاد هناكا

وانهض لإلى راجي لقاك مسارعاً ... فمنه من كلّ الأمور لقاكا

وابرد فؤاد المستهام بنظرةٍ ... وأعد عليه العيش من رؤياكا

واشف الغداة غليل صبّ هائمٍ ... أضحى مناه من الحياة مناكا

فسعادتي بالعادل الملك الذي ... ملك الملوك وقارن الأفلاكا

فبقيت لي يا ملكي في غبطةٍ ... وجعلت من كلّ الأمور فداكا فلما تلا الصاحب على الحاضرين محكم آياتها، وجلا منها العروس التي حازت من المحاسن أبعد (١) غاياتها، أخذ الناس في الاستحسان لغريب نظامها،


(١) م: أبدع.

<<  <  ج: ص:  >  >>