للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رفعت صوالج فضة على كرات من النضار، فأشار الحاضرون إلى وصفها، فقال بديهاً:

أبدعت يا ابن هلال في فسقيّةٍ ... جاءت محاسنها بما لم يعهد

عجباً لأمواه الدساتير التي ... فاضت على نارنجها المتوقّد

فكأنّهنّ صوالجٌ من فضّةٍ ... رفعت لضرب كراة خالص عسجد [قدرة ابن قلاقس في الارتجال]

ومن بديع الارتجال ما حكاه المذكور ابن قلاقس الإسكندري رحمه الله تعالى إذ قال (١) : دخل الأعز أبو الفتوح ابن قلاقس على بلال بن مدافع بن بلال الفزازي، فعرض عليه سيفاً قد نظم الفرند في صفحته جوهره، وأذكر الدهر ناره وجمد نهره، وألبسه من سلخ الأفاعي رداءً وجسمه ردىً أو داءً، لا يمنع من برقه بدر مجن ولا ثريا مغفر، ولا يسلم منحده من ثبت ولا ينجو بطوله من فر، وهو يبكي للنفاق ويضحك، ويرعد للغيظ ويفتك، وأمره بصفة شانه، فقال على لسانه:

أروق كما أروّع فإن تصفني ... فإنّي رائق الصفحات رائع

تدافع بي خطوب الدهر حتى ... نقلت إلى بلالٍ عن مدافع وقال أيضاً في:

ربّ يومٍ له من النّقع سحبٌ ... ما لها غير سائل (٢) الدم ودق

قد جلته يمنى بلالٍ بحدّي ... فكأنّي في راحة الشمس برق


(١) المصدر نسفه ٢: ٤٧.
(٢) ب: مائر.

<<  <  ج: ص:  >  >>