للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقرى كثيرٌ، وقاعدته لوشة، بينها وبين غرناطة مرحلة، وهي ذات أنهارٍ (١) وأشجارٍ، وهي على نهر غرناطة الشهير بشنيل.

ومن أعمال غرناطة الكبار عمل باغه (٢) ، والعامة يقولون بيغه، وإذا نسبوا إليه قالوا بيغي، وقاعدته باغه طيبة الزرع، كثيرة الثمار، غزيرة المياه، ويجود فيها الزعفران.

ومن أعمال غرناطة وادي آش (٣) ، ويقال: وادي الأشات. وهي مدينة جليلة قد أحدقت بها البساتين والأنهار، وقد خص الله أهلها بالأدب وحب الشعر، وفيها يقول أبو الحسن بن نزار (٤) :

وادي الأشات يهيج وجدي كلّما ... أذكرت ما قضّت (٥) بك النعماء

لله ظلّك والهجير مسلّطٌ ... قد برّدت لفحاته الأنداء

والشمس ترغب أن تفوز بلحظةٍ ... منه فتطرف طرفها الأفياء

والنهر يبسم بالحباب كأنّه ... سلخٌ نضته حيّةٌ رقشاء

فلذاك تحذره الغصون فميلها ... أبداً على جنباته إيماء ومن أعمال وادي آش حصن جليانة، وهو كبيرٌ يضاهي المدن، وبه التفاح الجلياني الذي خص الله به ذلك الموضع (٦) ، يجمع عظم الحجم وكرم الجوهر وحلاوة الطعم وذكاء الرائحة والنقاء، وبين الحصن المذكور ووادي


(١) أنهار: سقطت من ج.
(٢) باغة (Priego) بلدة تقع إلى الشمال من لوشة في ولاية جيان.
(٣) وادي آش (أو وادي الأشات Guadix) تقع على نهر ينحدر من جبل شلير عند السفح الشمالي لجبل الثلج (سير انفادا) ، قريباً من غرناطة على بعد ٥٣ كيلومتراً إلى الشمال الشرقي منها.
(٤) سيترجم له المقري، وله موشحة في المغرب ٢: ١٤٧، ويقول فيه ابن سعيد: حسيب وادي آش (٢: ٢٦٤) .
(٥) ك: أفضت.
(٦) المغرب ٢: ١٤٨ خصه (أي حصن جليانة Juliana) الله بالتفاح الذي يضرب به المثل في الأندلس؛ ويذكر ابن سعيد أن بني البراق كانوا أعيان هذا الحصن.

<<  <  ج: ص:  >  >>