للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آش اثنا عشر ميلاً.

ومن غرائب الأندلس أن به شجرتين من شجر القسطل، وهما عظيمتان جدّاً إحداهما بسند وادي آش (١) والأخرى ببشرة غرناطة، في جوف كل واحدةٍ منهما حائكٌ ينسج الثياب، وهذا أمرٌ مشهورٌ قاله أبو عبد الله بن جزيّ وغيره.

وكانت إلبيرة هي المدينة قبل غرناطة، فلمّا بنى الصّنهاجي (٢) مدينة غرناطة وقصبتها وأسوارها انتقل الناس إليها، ثم زاد في عمارتها ابنه باديس بعده.

[شهرة سرقسطة وبرجة ومالقة وأشبونة]

وذكر غير واحدٍ (٣) أن في كورة سرقسطة الملح الأندارني الأبيض الصافي الأملس الخالص، وليس في الأندلس موضعٌ فيه مثل هذا الملح.

قال: وسرقسطة بناها قيصر ملك رومة الذي تؤرخ من مدته مدة الصفر قبل مولد المسيح على نبيّنا وعليه وعلى سائر الأنبياء (٤) الصلاة والسلام، وتفسير اسمها قصر السيد، لأنّه اختار ذلك المكان بالأندلس.

وقيل: إن موسى بن نصير شرب من ماء نهر جلّق بسرقسطة فاستعذبه، وحكم أنّه لم يشرب بالأندلس أعذب منه، وسأل عن اسمه، فقيل: جلّق، ونظر إلى ما عليه من البساتين فشبّهها بغوطة جلّق الشام، وقيل: إنها من بناء الاسكندر، والله أعلم.

وبمدينة برجة (٥) - وهي من أعمال المرية - معدن الرصاص، وهي على وادٍ مبهجٍ ويعرف بوادي عذراء، وهو محدقٌ بالأزهار والأشجار، وتسمى


(١) هذا السند يسمى اليوم (Marquezado del Zenete) .
(٢) يعني حبوس بن ماكسن الصنهاجي، عندما استقل بالأمر بعيد سقوط الدولة الأموية.
(٣) انظر مثلاً المنتقى من فرحة الأنفس: ٢٨٨، والروض: ٩٧.
(٤) وعلى ... الأنبياء: سقطت من ق ط ج.
(٥) برجة: (Berja) تقع غربي المرية على مقربة من ساحل البحر.

<<  <  ج: ص:  >  >>