للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

برجة: " بهجة " لبهجة منظرها، وفيها يقول أبو الفضل بن شرف القيرواني، رحمه الله تعالى (١) :

رياضٌ تعشّقها سندسٌ ... توشّت معاطفها بالزّهر

مدامعها فوق خدّي ربىً ... لها نضرةٌ فتنت من نظر

وكلّ مكانٍ بها جنّةٌ ... وكلّ طريقٍ إليها سقر وفيها أيضاً قوله:

حطّ الرحال ببرجه ... وارتد لنفسك بهجه

في قلعةٍ كسلاحٍ ... ودوحةٍ مثل لجّه

فحصنها لك أمنٌ ... وروضها لك فرجه

كلّ البلاد سواها ... كعمرةٍ وهي حجّه وبمالقة التين الذي يضرب المثل بحسنه، ويجلب حتى للهند والصين، وقيل: إنّه ليس في الدنيا مثله، وفيه يقول أبو الحجاج يوسف ابن الشيخ البلوي المالقي حسبما أنشده غير واحدٍ منهم ابن سعيد (٢) :

مالقة حيّيت يا تينها ... الفلك من أجلك ياتينها

نهى طبيبي عنه في علّتي ... ما لطبيبي عن حياتي نهى وذيّل عليه الإمام الخطيب أبو محمد عبد الوهاب المنشي بقوله:

وحمص لا تنس لها تينها ... واذكر مع التين زياتينها


(١) أبو الفضل جعفر بن شرف هو ابن الشاعر القيرواني أبي عبد الله ابن شرف المهاجر إلى الأندلس، وقد ولد في برجة وقيل بل دخل به أبوه الأندلس صغيراً، (ترجمته في الذخيرة ٣: ٢٧٦ والقلائد: ٢٥٢ والصلة: ١٣١ والمغرب ٢: ٢٣٠) .
(٢) في الروض: ١٧٩ أن الطلبة خرجوا للقاء أبي محمد عد الله بن سليمان بن حوط الله الأنصاري لما ولي القضاء بمالقة، فأنشدهم هذين البيتين، وانظر رحلة ابن بطوطة: ٦٦٩ حيث نسبهما للخطيب أبي محمد عبد الوهاب بن علي المالقي، أما ابن عبد الملك فهو مؤلف الذيل والتكملة.

<<  <  ج: ص:  >  >>