للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو لم يكن من نجسٍ شخصه ... ما طهّرت من بعده الأرض ٣٧١ - وكان الكاتب أبو بكر محمد بن نصر الأوسي (١) مختصاً بوزير عبد المؤمن أبي جعفر ابن عطية، فقال فيه:

أبا جعفر نلت الذي نال جعفر ... ولا زلت بالعليا تسرّ وتحبر

عليك لنا فضل وبرٌّ وأنعمٌ ... ونحن علينا كلّ مدح يحبّر وحدث من حضر مجلس الوزير ابن عطية وقد أحس من عبد المؤمن التغير الذي أفضى إلى قتله، وقد افتتح ابن نصر مطلع هذه القصيدة، فتغير وجه أبي جعفر، لأن جعفر بن يحيى كان آخر أمره الصلب، فكأن هذا عمّم الدعاء، والعجب أنه قتل مثل جعفر بعد ذلك.

وهذا الشاعر هو القائل:

وما أنا عن ذاك الهوى متبدّلٌ ... وذا الغدر بالإخوان غير كريم

بغيرك أجري ذكر فضلك في الندى ... كما قد جرى بالروض هبّ نسيم

وإن كان عندي للجديد لذاذة ... فلست بناسٍ حرمةً لقديم ٣٧٢ - ولأبي عبد الله محمد بن علي اللوشي (٢) يخاطب صاحب " المسهب ":

بي إليكم شوقٌ شديدٌ ولكن ... ليس يبقى مع الجفاء اشتياق

إن يغيّركم الفراق فودّي ... لو خبرتكم يزيد فيه الفراق وله:

لو أنّ لي قلباً كقلب ... ك كنت أهجر هجركا


(١) ترجمته والبيتان في المغرب ٢: ١٥٦.
(٢) ذكره ابن سعيد في المغرب باسم " محمد بن عبد المولى " (١: ١٥٨) وفيه البيتان الأولان.

<<  <  ج: ص:  >  >>