للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاجر على ما جبلت عليه نفسك، ولا تكن كالأجرب يعدي غيره، وإن هذا الرجل قصدنا قبل، فكان منا له ما أنس به وحمله على العودة، وقد ظن فينا خيراً، فلا نخيب ظنه، والحديث أبداً يحفظ القديم، وقد جاءنا على جهة التهنئة بالعمر، ونحن نسأل الله تعالى أن يطيل عمرنا حتى يكثر ترداده، ويديم نعمنا حتى نجد ماننعم به عليه، ويحفظ علينا مروءتنا حتى يعيننا على التجمل معه، ولا يبلينا بجليس مثلك يقبض أيدينا عن إسداء الأيادي، وأمر للشاعر بما كان أمر له به قبل، وأوصاه بالعود عند حلول لك الأوان ما دام العمر.

٧ - وقال أخوهم الخامس الأمير محمد ابن الأمير عبد الرحمن (١) لأخيهم السادس أبان وقد خلا معه على راحة: هل لك أمل نبلغك إياه فقال: لم يبق لي أملٌ إلاّ أن يديم الله تعالى عمرك ويخلد ملكك، فأعجب ذلك الأمير، وقال: ما مالت إليك نفسي من باطل، وكان واحد منهما يهيم بالآخر، وفي ذلك يقول أبان:

يا من يلوم ولا يدري بمن أنا مف ... تونٌ لو ابصرته ما كنت تلحاني

من مازجت روحه روحي وشاطرني ... يا حسنه حين أهواه ويهواني وكان للأمير محمد ابن الأمير عبد الرحمن ثلاثة أولاد نجباء: القاسم، والمطرف، ومسلمة، ولهم أخ رابع اسمه عثمان.

٨ - فمن نظم القاسم (٢) في عثمان أخيه، وقد زاره فاستسقاه ماء، فأبطأ عليه غلامه لعلة لم يقبلها القاسم:

الماء في دار عثمان له ثمن ... والخبز شيء له شأن من الشّان (٣)


(١) ترجمته في الحلة ١: ١١٩.
(٢) ترجمة القاسم في الحلة ١: ١٢٧ والمقتبس (تحقيق مكي) : ٢٠٠.
(٣) قال ابن الأبار بعد أن أورد البيتين: كذا قال ابن حيان (المقتبس: ٢٠١) وهو غلط لا خفا به وإنما البيتان من قطعة لعبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي أنشدها ابن عبد البر في كتاب بهجة المجالس.

<<  <  ج: ص:  >  >>