للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شرقت لآلي الحسن حتى خلصت ذهبيه في الخد من فضيه

في صفحتيه من الجمال أزاهر غذيت بوسمي الحيا ووليه

سلت محاسنه، لقتل محبه من سحر عينيه، حسام سميه

وله فيه:

كيف لا يزداد قلبي من جوى الشوق خبالا

وإذا قلت علي بهر الناس جمالا

هو كالغصن وكالبد ر قواماً واعتدالا

أشرق البدر كمالا وانثنى الغصن اختيالا

إن من رام سلوي عنه قد رام محالا

لست أسلو عن هواه كان رشداً أو ضلالا

قل لمن قصر فيه عذل نفسي أو أطالا

دون أن تدرك هذا تسلب الأفق الهلالا

وكنت بميورقة وقد حلها متسماً بالعبادة، وهو أسرى إلى الفجور من خيال أبي عبادة (١) ، وقد لبس أسمالاً، ولبس منه أقوالاً وأفعالاً، سجوده هجود، ولإقراره بالله جحود، وكانت له رابطة لم يكن للوازمها مرتبطاً، ولا بسكناها (٢) مغتبطاً، سماها بالعقيق وسمى فتى كان يتعشقه بالحمى، وكان لا يتصرف إلا في صفاته، ولا يقف إلا بعرفاته، ولا يؤرقه إلا جواه، ولا يشوقه (٣) إلا هواه، فإذا بأحد دعاة حبيبه، ورواة تشبيبه، قال له: كنت البارحة بحماه، وذكر لي خبراً ورى به عني وعماه، فقال:


(١) أبو عبادة البحتري ذكره لإكثاره من وصف طيف الخيال وطروقه.
(٢) م: بسكانها.
(٣) دوزي: يشرقه.

<<  <  ج: ص:  >  >>