للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بكت أن رأت إلفين ضمهما وكر مساء وقد أخنى على إلفها الدهر

وناحت فباحت واستراحت بسرها وما نطقت حرفاً يبوح به سر

فما لي لا أبكي أم القلب صخرة وكم صخرة في الأرض يجري بها نهر

بكت واحداً لم يشجها غير فقده وأبكي لألاف عديدهم كثر

بني صغير أو خليل موافق يمزق ذا قفر وغرق ذا بحر

ونجمان زين للزمان احتواهما ... بقرطبة النكداء (١) أو رندة القبر غدرت إذاً إن ضن جفني بقطرة وإن لومت نفسي فصاحبها الصبر

فقل للنجوم الزهر تبكيهما معي لمثلهما فلتحزن الأنجم الزهر

وقال في ترجمة الراضي ما صورته (٢) : وكان المعتمد رحمه الله تعالى كثيراً ما يرميه بملامه، ويصميه بسهامه، فلربما استلطفه بمقال أفصح من دمع المحزون، وأملح من روض الحزون، فإنه كان ينظم من بديع القول لآلئ وعقوداً، تسل من النفوس سخائم وحقوداً، وقد أثبت من كلامه في بث آلامه، واستجارة عذله وملامه، ما تستبدعه، وتحله النفوس (٣) وتودعه، فمن ذلك ما قاله وقد أنهض جماعة من إخوته وأقعده، وأدناهم وأبعده:

أعيذك أم يكون بنا خمول ويطلع غيرنا ولنا أفول

حنانك إن يكن جرمي قبيحاً فإن الصفح عن جرمي جميل

ألست بفرعك الزاكي وماذا يرجي الفرع خانته الأصول

ثم قال الفتح بعد كلام (٤) : ومرت عليه - يعني الراضي - هوادج وقباب، فيها حبائب كن له وأحباب، ألفهن أيام خلائه من دولة، وجال معهن في


(١) م: النكراء.
(٢) القلائد: ٣٢.
(٣) م: النفس.
(٤) القلائد: ٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>