قال ابن ظافر: وبيته عندي أحسن من بيت المعتمد، انتهى.
وقال ابن بسام (١) : كان في قصر المعتمد فيل من الفضة على شاطئ بركة يقذف الماء، وهو الذي يقول فيه عبد الجليل بن وهبون من بعض قصيدة:
ويفرغ فيه مثل النصل بدع من الأفيال لا يشكو ملالا
رعى رطب اللجين فجاء صلباً تراه قلما يخشى هزالا
فجلس المعتمد يوماً على تلك البركة والماء يجري من ذلك الفيل، وقد أوقدت شمعتان من جانبيه، والوزير أبو بكر ابن الملح عنده، فصنع الوزير فيهما عدة مقاطيع بديهاً منها:
ومشعلين من الأضواء قد قرنا بالماء والماء بالدولاب منزوف
لاحا لعيني كالنجمين، بينهما خط المجرة ممدود ومعطوف
وقال أيضاً:
كأنما النار فوق الشمعتين سناً والماء من نفذ الأنبوب منسكب
غمامة تحت جنح الليل هامعة في جنبيها حفاف البرق يضطرب
وقال أيضاً:
وأنبوب ماء بين نارين ضمنا هوىً لكؤوس الراح تحت الغياهب
كأن اندفاع الماء بالماء حية يحركها في الماء لمع الحباحب
وقال أيضاً:
كأن سراجي شربهم في التظائها وأنبوب ماء الفيل في سيلانه