للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٦٧٦ - ابن زيدون عند بني عباد

ولما مات والد المعتمد واستقل بالملك قال ذو الوزارتين ابن زيدون يرثي المعتضد ويمدح المعتمد بقصيدة طويلة أولها (١) :

هو الدهر فاصبر للذي أحدث الدهر ... فمن شيم الأحرار (٢) في مثلها الصبر

ستصبر صبر اليأس أو صبر حسبة (٣) ... فلا تؤثرالوجه الذي معه الوزر حذارك من أن يعقب الرزء فتنة يضيق بها عن مثل إيمانك العذر

إذا آسف الذكل اللبيب فشفه ... رأى أفدح الثكلين أن يذهب (٤) الأجر مصاب الذي يأسى بموت ثوابه هو البرح لا الميت الذي أحرز القبر

حياة الورى نهج إلى الموت مهيع لهم فيه إيضاع كما يوضع السفر

ومنها:

إذا الموت أضحى قصد كل معمر فإن سواء طال أو قصر العمر

ألم تر أن الدين ضيم ذماره فلم يغن أنصاره عديدهم دثر

بحيث استقل الملك ثاني عطفه وجرر من أذياله العسكر المجر

هو الضيم لو غير القضاء يرومه ثناه المرام الصعب والمسلك الوعر

إذا عثرت جرد العناجيج في القنا بليل عجاج ليس يصدعه فجر

ومنها:

أعباد يا أوفى الملوك لقد عدا عليك زمان من سجيته الغدر

إلى أن قال بعد أبيات كثيرة:


(١) ديوان ابن زيدون: ٥٦٢.
(٢) الديوان: الأبرار.
(٣) في الأصول: وحشة.
(٤) الديوان: أن يهلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>