للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كان المؤيد بستاناً بساحتها يجني النعيم وفي عليائها فلكا

في أمره لملوك الدهر معتبر فليس يغتر ذو ملك بما ملكا

نبكيه من جبل خرت قواعده فكل من كان في بطحائه هلكا

وكان القصر الزاهي (١) من أجمل المواضع لديه وأبهاها، وأحبها إليه وأشهاها، لإطلاله على النهر، وإشرافه على القصر، وجماله في العيون، واشتماله بالزهر (٢) والزيتون، وكان له به من الطرب، والعيش المزري بحلاوة الضرب، ما لم يكن بحلب لبني حمدان، ولا لسيف بن ذي يزن في رأس غمدان، وكان كثيراً ما يدير به راحه، ويجعل فيه انشراحه، فلما امتد الزمان إليه بعدوانه، وسد عليه أبواب سلوانه، لم يحن إلا إليه، ولم يتمن غير الحلول لديه، فقال (٣) :

غريب بأرض المغربين أسير سيبكي عليه منبر وسرير

وتندبه البيض الصوارم والقنا وينهل دمع بينهن غزير

مضى زمن والملك مستأنس به وأصبح منه اليوم وهو نفور

برأي من الدهر المضلل فاسد متى صلحت للصالحين دهور

أذل بني ماء السماء زمانهم وذل بني ماء السماء كبير

فيا ليت شعري هل أبيتن ليلة أمامي وخلفي روضة وغدير

بمنبتة الزيتون مورثة العلا تغني حمام أو ترن طيور

بزاهرها السامي الذي جاده الحيا تشير الثريا نحونا ونشير

ويلحظنا الزاهي وسعد سعوده غيورين والصب المحب غيور

تراه عسيراً لا يسيراً مناله ألا كل ما شاء الإله يسير

وقال الحجاري في " المسهب ": إن أمير المسلمين يوسف بن تاشفين أهدى


(١) القلائد: الحصن الزاهر.
(٢) القلائد: بالشجر.
(٣) اختصرت " م " إيراد هذه القصيدة لأن هذه الأبيات تقدمت.

<<  <  ج: ص:  >  >>