للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حتى تبدى البدر في جوزائه ملكاً تناهى بهجة وبهاء

وتناهضت زهر النجوم يحفه لألاؤها فاستكمل اللألاء

لما أراد تنزهاً في غربه جعل المظلة فوقه الجوزاء

وترى الكواكب كالمواكب حوله رفعت ثرياها عليه لواء

وحكيته في الأرض بين كواكب وكواعب جمعت سنا وسناء

إن نشرت تلك الدروع حنادساً ملأت لنا هذي الكؤوس ضياء

وإذا تغنت هذه في مزهر لم تأل تلك على التريك غناء

وأخبرني ابن إقبال الدولة [بن مجاهد] (١) أنه كان عنده في يوم نشر من غيمة رداء ند، وأسكب من قطره ماء ورد، وأبدى من برقه لسان نار، وأظهر من قوس قزحه حنايا آس (٢) حفت بنرجس وجلنار، والروض قد بعث رياه، وبث الشكر لسقياه، فكتب إلى الطبيب الأديب أبي محمد المصري:

يا أيها الصاحب الذي فارقت عي ني ونفسي منه السنا والسناء

نحن في المجلس الذي يهب الرا حة والمسمع الغنى والغناء

نتعاطى التي تنسي من الرق ة واللذة الهوى والهواء

فأته تلف راحة ومحيا قد أعدا لك الحيا والحياء

فوافاه وألفى مجلسه وقد أتلعت فيه أباريقه أجيادها، وأقامت فيه خيل السرور طرادها، وأعطته الأماني انطباعها وانقيادها، وأهدت الدنيا ليومه مواسمها وأعيادها، وخلعت عليه الشمس شعاعها، ونشرت فيه الحدائق إيناعها، فأديرت الراح، وتعوطيت الأقداح، وخامر النفوس الابتهاج والارتياح، وأظهر المعتمد من إيناسه، ما استرق به نفوس جلاسه، ثم دعا


(١) زيادة من القلائد.
(٢) الأصول: خبايا آس.

<<  <  ج: ص:  >  >>