للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المعتضد يقول بعض الشعراء (١) :

من بني منذر وذاك انتساب زاد في فخرهم بنوا عباد

فتية لم تلد سواها المعالي والمعالي قليلة الأولاد

وقال ابن القطاع في كتابه " لمح الملح " (٢) في حق المعتمد: إنه أندى ملوك الأندلس راحة، وأرحبهم ساحة، وأعظمهم ثماداً، وأرفعهم عماداً، ولذلك كانت حضرته ملقى الرحال (٣) ، وموسم الشعراء، وقبلة الآمال، ومألف الفضلاء، حتى إنه لم يجتم بباب أحد من الملوك من أعيان الشعراء، وأفاضل الأدباء، ما كان يجتمع ببابه، وتشتمل عليه حاشيتا جنابه.

وقال ابن بسام في " الذخيرة " (٤) : للمعتمد شعر، كما انشق الكمام عن الزهر، لو صار مثله ممن جعل الشعر صناعة، واتخذه بضاعة، لكان رائقاً معجباً، ونادراً مستغرباً، [فمن ذلك قوله] (٥) :

أكثرت هجرك غير أنك ربما عطفتك أحياناً على أمور

فكأنما زمن التهاجر بيننا ليل، وساعات الوصال بدور

وقال: وهذا المعنى ينظر إلى قول بعضهم من أبيات:

أسفر ضوء الصبح عن وجهه فقام ذاك الخال فيه بلال

كأنما الخال على خده ساعات هجر في زمان الوصال


(١) ابن خلكان ٤: ١١٢.
(٢) نقل العمري في المسالك قطعة موجزة من هذا الكتاب؛ وهذا النص قد نقله المقري عن ابن خلكان ٤: ١١٥.
(٣) ق ص: الرجال.
(٤) لا يزال المقري يتابع نص ابن خلكان ص: ١١٥.
(٥) زيادة من ابن خلكان.

<<  <  ج: ص:  >  >>