للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكأنّما تلك الديار كواكبٌ ... وكأنّما تلك البقاع سماء

وبكلّ قطر جدولٌ في جنّةٍ ... ولعت به الأفياء والأنداء وقال غيره:

في أرض أندلسٍ تلتذّ نعماء ... ولا يفارق فيها القلب سرّاء

وليس فيغيرها بالعيش منتفعٌ ... ولا تقوم بحقّ الماء (١) صهباء

وأين يعدل عن أرضٍ تحض بها ... على الشهادة أزواجٌ وأبناء

وأين يعدل عن أرضٍ تحثّ بها ... على المدامة أفياءٌ وأنداء (٢)

وكيف لا تبهج الأبصار رؤيتها ... وكلّ أرضٍ بها في الوشي صنعاء

أنهارها فضةٌ، والمسك تربتها ... والخز روضتها، والدّرّ حصباء

وللهواء بها لطفٌ يرق به ... من لا يرقّ، وتبدو منه أهواء

ليس النسيم الذي يهفو بها سحراً ... ولا انتشار لآلي الطل أنداء

وإنّما أرج الند استثار بها ... في ماء وردٍ فطابت منه أرجاء

وأين يبلغ منها ما أصنّفه ... وكيف يحوي الذي حازته إحصاء

قد ميزت من جهات الأرض ثم بدت ... فريدةً، وتولّى ميزها الماء

دارت عليها نطاقاً أبحرٌ خفقت ... وجداً بها إذ تبدّت وهي حسناء (٣)

لذاك يبسم فيها الزهر من طربٍ ... والطير يشدو، وللأغصان إصغاء

فيها خلعت عذاري ما بها عوضٌ ... فهي الرياض وكل الأرض صحراء وقد تقدمت هذه القصيدة (٤) .

وقال آخر:

حبذا أندلسٌ من بلدٍ ... لم تزل تنتج لي كلّ سرور


(١) ك: الأنس.
(٢) ك: أمواه وأفياء.
(٣) هذا البيت وأربعة قبله سقطت من ق ط ج.
(٤) انظر ص: ٢٠٩ - ٢١٠ في ما تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>