للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحافظ وغيرهما، وولد بعد الخمسين والخمسمائة، وتوفي في مراكش سنة ٦٣٧، رحمه الله تعالى، انتهى ملخصاً.

سقوط ميورقة عن ابن عميرة

رجع - ولما ثارت الأندلس على طائفة عبد المؤمن كان الوالي بجزيرة ميورقة أبو يحيى ابن أبي عمران التينمللي (١) فأخذها الفرنج منه، كذا قال ابن سعيد، وقال ابن الأبار: إنها أخذت يوم الاثنين الرابع عشر من صفر سنة سبع وعشرين وستمائة.

وقال المخزومي في تاريخ ميورقة (٢) : إن سبب أخذها من المسلمين أن أميرها محمد بن علي بن موسى كان في الدولة الماضية أحد أعيانها، ووليها سنة ست وستمائة، واحتاج إلى الخشب المجلوب من اليابسة، فأنفذ طريدة بحرية وقطعة حربية، فعلم بها والي طرطوشة، فجهز إليها من أخذها، فعظم ذلك على الوالي، وحدث نفسه بالغزو لبلاد الروم، وكان ذلك رأياً مشؤوماً، ووقع بينه وبين الروم، وفي آخر ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وستمائة بلغه أن مسطحاً من برشلونة (٣) ظهر على يابسة، ومركباً آخر من طرطوشة انضم إليه، فبعث ولده في عدة قطع إليه حتى نزل مرسى يابسة، ووجد فيه لأهل جنوة مركباً كبيراً، فأخذه وسار حتى وصل إلى المسطح، فقاتله وأخذه، وظن أنه غاب الملوك، وغاب عنه أنه أشأم من عاقر الناقة (٤) ، وأن الروم لما بلغهم الخبر


(١) ق: التيفلي.
(٢) هو أبو المطرف ابن عميرة المخزومي، وقد ألف كتاباً في كائنة ميورقة قال فيه ابن عبد الملك: إنه نحا فيه منحى العماد في الفتح القمي، فالمقري هنا يلخص وينقل بتصرف. (انظر كتاب " أبو المطرف ابن عميرة " للأستاذ بن شريفة ٢٨٧ - ٢٩١) .
(٣) ص: برجلونة.
(٤) هو قدار الذي يضرب به المثل في الشؤم.

<<  <  ج: ص:  >  >>