للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهل جزيرة شقر، يكنى أبا عبد الله، ويعرف بابن مرج الكحل.

حاله: كان شاعراً مفلقاً غزلاً بارع التوليد رقيق الغزل، وقال الأستاذ أبو جعفر: شاعر مطبوع حسن الكتابة ذاكر للأدب متصرف فيه، قال ابن عبد الملك: وكانت بينه وبين طائفة من أدباء عصره مخاطبات ظهرت فيها إجادته، وكان مبتذل اللباس، على هيئة أهل البادية، ويقال: إنه كان أمياً.

من أخذ عنه: روى عنه أبو جعفر ابن عثمان الوارد، وأبو الربيع ابن سالم، وأبو عبد الله ابن الأبار، وابن عسكر، وابن أبي البقاء، وأبو محمد ابن عبد الرحمن ابن برطله، وأبو الحسن الرعيني.

شعره ودخوله غرناطة: قال في عشية بنهر الغنداق من خارج بلدنا لوشة بنت الحضرة، والمحسوب من دخلها أنه دخل إلبيرة - وقد قيل: إن نهر الغنداق من أحواز برجة، وهذا الخلاف داع لذكره (١) -:

عرج بمنعرج الكثيب الأعفر ... بين الفرات وبين شط الكوثر

ولتغتبقها قهوة ذهبية ... من راحتي أحوى المراشف أحور

وعشية كم كنت أرقب وقتها ... سمحت بها الأيام بعد تعذر

فلنا بهذا ما لنا في روضة ... تهدي لناشقها شميم العنبر

والدهر من ندم يسفه رأيه ... فيما مضى فيه بغير تكدر

والورق تشدو والأراكة تنثني ... والشمس ترفل في قميص أصفر

والروض بين مفضض ومذهب ... والزهر بين مدرهم ومدنر

والنهر مرقوم الأباطح والربى ... بمصندل من زهره ومعصفر

وكأنه وكأن خضرة شطه ... سيف يسل على بساط أخضر

وكأنما ذاك الحباب فرنده ... مهما طفا في صفحة كالجوهر


(١) انظر هذه القصيدة أيضا في أزهار الرياض ٢: ٣١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>