للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينتظر خروجه، فقام إلى جانبي شيخ من الطلبة، وأنشدني لأبي بكر ابن خطاب (١) رحمه الله تعالى:

أبصرت أبواب الملوك تغص بال ... راجين إدراك العلا والجاه

مترقبين لها فمهما فتحت ... خروا لأذقان لهم وجباه

فأنفت من ذاك الزحام وأشفقت ... نفسي على إنضاء جسمي الواهي

ورأيت باب الله ليس عليه من ... متزاحم، فقصدت باب الله

وجعلته من دونهم لي عدة ... وأنفت من غيي وطول سفاهي يقول جامع هذا المؤلف: رأيت بخط عالم الدنيا ابن مرزوق على هذا المحل من كلام مولاي الجد مقابل قوله " ورأيت باب الله " ما صورته: قلت ذلك لسعته أو لقلة أهله:

إن الكرام كثير في البلاد، وإن ... قلوا، كما غيرهم قل وإن كثروا {قل لا يستوي الخبيث والطيب} - الآية (المائدة: ١٠٠) انتهى.

رجع إلى كلام مولاي الجد قال رحمه الله تعالى ورضي عنه: وحدثني شيخ من أهل تلمسان أنه كان عند أبي زيد مرة، فذكر القيامة وأهوالها فبكى، فقلت: لا بأس علينا وأنتم أمامنا، فصاح صيحة، واسود وجهه، وكاد يتفجر دماً، فلما سري عنه رفع يديه وطرفه إلى السماء وقال: اللهم لا تفضحنا مع هذا الرجل، وأخباره كثيرة.

وأما شقيقه أبو موسى فسمعت عليه كتاب مسلم، واستفدت منه كثيراً،


(١) هو عزيز خطاب المرسي كان أول أمره ناسكا زاهدا واستمر على هذه الطريقة حتى امتحن برياسة بلده سنة ٦٣٦ فخاض في سفك الدماء واجترأ على الأموال من غير وجهها إلى أن قتل في العام نفسه (ترجمته في الذيل والتكملة ٥: ١٤٤ وصلة الصلة: ١٦٥ والتكملة رقم ١٩٥٢ واختصار القدح: ١٢٦ والمغرب ٢: ٢٥٢ وأعمال الأعلام: ٣١٥ والحلة السيراء ٢: ٣٠٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>