للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال لي: وما يدريك أنه أراد العمرة الذي أراده المعري بقوله (١) :

وعمر هند كأن الله صوره ... عمرو ابن هند يعني الناس تعنيتا وأضاف اللام إليه كما قالوا: أم الحليس، قلت: ولا يندفع هذا بثبوت كون المعنية تكنى أم عمرو؛ لأن ذلك لا يمنع إرادة المعنى الآخر، فتكون: أم عمرو وأم العمر.

قال ابن النجار: بعثت بهذه الأبيات من نظمي إلى القاضي أبي عبد الله ابن هدية فأخرج لغزها:

إن حروف اسم من كلفت به ... خفت على كل ناطق بفم

سائغة سهلة مخارجها ... من أجل هذا تزداد في الكلم

صحفه ثم أقلبن مصحفه ... فعل ذكي مهذب فهم

واطلبه في الشعر جد مطلبه ... تجده كالصبح لاح في الظلم (٢)

فإن تأملت بت منه على ... علم، ألا فأنت عنه عمي واللغز " سلمان " وموضعه تأملت بت، وتوفي رحمه الله تعالى بتونس أيام الوباء العام.

١٣ - ومنهم الأستاذ المقرئ الراوية الرحلة أبو الحسن علي بن أبي بكر ابن سبع بن مزاحم المكناسي.

ورد علينا من المشرق، فأقام معنا أعواماً، ثم رحل إلى فاس، فتوفي بها في الوباء العام، جمعت عليه السبع، وقرأت عليه البخاري والشاطبيتين وغير


(١) شروح السقط: ١٦٢٦، وعمر عند: يعني قرط هند، وعمرو بن هند: أحد ملوك الحيرة كان يعرف بالعنف وتعنيت الناس. فقوله في الرجز أم العمر - بإدخال اللام - قد يعني " ذات القرط ".
(٢) ق: كالعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>