للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢١ - ومنهم خطيبها المصقع أبو عبد الله محمد بن علي بن الجمال، أدرك محمد بن رشيد البغدادي (١) صاحب الزهر والوتريات على حروف المعجم والمذهبة وغيرها، حدثني عنه أنه تاب بين يديه لأول مجلس جلسه بتلمسان سبعون رجلاً.

٢٢، - ٢٣ - ومنهم الشقيقان الحاجان الفاضلان أبو عبد الله محمد، وأبو العباس أحمد (٢) ، ابنا ولي الله أبي عبد الله محمد بن محمد بن أبي بكر ابن مرزوق العجيسي.

كساني محمد خرقة التصوف بيده، كما كساه إياها الشيخ بلال بن عبد الله الحبشي خادم الشيخ أبي مدين، كما كساه أبو مدين، قال محمد بن مرزوق: وكان مولد بلال سنة تسع وخمسين وخمسمائة، وخدم أبا مدين نحواً من خمسة عشر عاماً، إلى أن توفي عام تسعين وخمسمائة، ثم عاش بعده أكثر من مائة سنة، ولبس أبو مدين من يد ابن حرزهم، ولبس ابن حرزهم من يد ابن العربي، واتصل اللباس اتصال المصافحة.

٢٤ - ومنهم أبو زيد عبد الرحمن بن يعقوب بن علي الصنهاجي المكتب، حدثنا عن قاضيها أبي زيد عبد الرحمن بن علي الدكالي أنه اختصم عنده رجلان في شاة ادعى أحدهما أنه أودعها الأخر، وادعى الآخر أنها ضاعت منه، فأوجب اليمين على المودع عنده، أنها ضاعت من غير تضييع، فقال: كيف أضيع وقد شغلتني حراستها عن الصلاة حتى خرج وقتها فحكم عليه بالغرم، فقيل له في


(١) محمد بن رشيد البغدادي مجد الدين (- ٦٦٢) يعرف بالوتري لأنه نظم الوتريات وهي قصائد على حروف المعجم تتألف كل واحدة من ٢١ بيتا في مدح الرسول وأول كل بيت على حرف القافية. بدأ نظمها بغرناطة سنة ٦٥٢ ثم زاد فيها وعدل منها، وحج سنة ٦٦١ وقد نشرت باسم " ديوان معدن الإفاضات في مدح أشرف الكائنات " (بيروت ١٣١٠) وعند حاجي خليفة (١٩٩٩) " ذريعة الوصول إلى زيارة جناب الرسول ".
(٢) انظر نيل الابتهاج: ٢٥١، قال التنبكتي: وأبو العباس ابن مرزوق هو والد الخطيب ابن مرزوق الجد، وأبو عبد الله المذكور عمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>