للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم أخذت على الشام، فلقيت بدمشق شمس الدين بن قيم الجوزية صاحب الفقيه ابن تيمية، وصدر الدين الغماري (١) المالكي، وأبا القاسم ابن محمد اليماني الشافعي، وغيرهم، وببيت المقدس (٢) الأستاذ أبا عبد الله ابن مثبت، والقاضي شمس الدين بن سالم، والفقيه المذكر أبا عبد الله ابن عثمان، وغيرهم.

ثم رجعت (٣) إلى المغرب فدخلت سجلماسة ودرعة، ثم قطعت (٤) إلى الأندلس فدخلت الجبل وأصطبونة ومربلة ومالقة وبلش والحامة، وانتهت بي الرحلة إلى غرناطة، وفي علم الله تعالى ما لا أعلم، وهو المسؤول أن يحملنا على الصراط الأقوم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم؛ انتهى كلام جدي رحمه الله تعالى في الجزء الذي ألفه في مشيخته، وقد لخصه لسان الدين في الإحاطة.

[ترجمة المقري بقلم ابن خلدون]

ولنذكر هنا زيادات لا بأس بها، فنقول: ولما ألم ولي الدين ابن خلدون بذكر مولاي الجد في تاريخه الكبير عند تعريفه بنفسه وصفه بأنه كبير علماء المغرب ونص محل الحاجة من تاريخه (٥) : لما رحلت من تونس منتصف شعبان من سنة أربع وثمانين أقمنا في البحر نحواً من أربعين ليلة، ثم وافينا مرسى الإسكندرية يوم الفطر، ولعشر ليال من جلوس الملك الظاهر (٦) على التخت واقتعاد كرسي الملك دون أهله بني قلاوون، وكنا على ترقب ذلك لما كان يؤثر بقاصية البلاد


(١) ق: العمادي.
(٢) ق: ثم جئت بيت المقدس فلقيت.
(٣) ق: قفلت.
(٤) ق: جئت؛ وعند هذا الموضع بهامش ص: قف على أن الإمام المقري جد المؤلف دخل بلدنا درعة حرسها الله، مما يدل على نسبة إلى بلدة درعة بالمغرب.
(٥) زاد في ق: أنه قال؛ والنص في التعريف: ٢٤٦.
(٦) يعني أبا سعيد برقوق بن أنص (توفي سنة ٨٠١) وانظر تاريخ ابن خلدون ٥: ٤٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>