للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفي العيب حيث يستحيل العيب عيب، وهذا إن لم يكن في هذه الكلمة لأنها أفضل ما قالته الأنبياء فهو في كثير من التنزيه الذي يطلقه المتكلمون وغيرهم، حتى قال الشاشي عنهم: إنهم يتمندلون بأسماء الله عز وجل، ما عرفه من كيفه، ولا وحده من مثله، ولا عبده من شبهه، المشبه أعشى، والمعطل أعمى، المشبه متلوث بفرث التجسيم والمعطل نجس بدم الجحود، ونصيب المحق لبن خالص وهو التنزيه، انزل من علو التشبيه، ولا تعل قلل أباطيل التعطيل، فالوادي المقدس بين الجبلين.

أبو المعالي (١) : من اطمأن إلى موجود انتهى إليه فكره فهو مشبه، ومن سكن إلى النفي المحض فهو معطل، ومن قطع بموجود واعترف بالعجز عن إداراكه فهو موحد:

جل رب الأعراض والأجسام ... عن صفات الأعراض والأجسام

جل ربي عن كل ما اكتنفته ... لحظات الأفكار والأوهام

برئ الله من هشام وممن ... قال في الله مثل قول هشام الدقاق: المريد صاحب وله، لأن المراد بلا شبه، وقيل: مثله الأعلى {ليس كمثله شيء} .

الجنيد: أشرف كلمة في التوحيد قول الصديق: الحمد لله الذي لم يجعل للخلق سبيلاً إلى معرفته إلا بالعجز عن معرفته.

القشيري (٢) : يعني أن العارف عاجز عن معرفته، والمعرفة موجودة فيه. غيره: ما عرف الله سوى الله، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك:

كل ما ترتقي إليه بوهم ... من جلال وقدرة وسناء

فالذي أبدع البرية أعلى ... منه، سبحان مبدع الأشياء


(١) ق: ومنه، بسقوط لفظة " أبو المعالي ".
(٢) موضع هذه اللفظة في ق، قال.

<<  <  ج: ص:  >  >>