للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل لإعرابي: بم عرفت ربك قال: البعرة تدل على البعير، والروث يدل على الحمير، وآثار الأقدام تدل على المسير، فسماء ذات أبراج، وبحار ذات أمواج، أما يدل ذلك على العليم القدير:

قد يستدل بظاهر عن باطن ... حيث الدخان يكون موقد نار قيل لإعرابي: بم عرفت الله (١) قال: بنقد عزائم الصدور وسوق الاختيار إلى حبائل المقدور.

ومنه: الدقاق: لو كان إبليس بالحق عارفاً، ما كان لنفسه بالإضلال والإغواء واصفاً.

ومنه: التوحيد محو آثار البشرية، وتجديد صفات الألوهية. الحق واحد في ذاته لا ينقسم، واحد في صفاته لا يماثل، واحد في أفعاله لا يشارك. لو كان موجوداً عن عدم، ما كان موصوفاً بالقدم. الحياة شرط القدرة، دلت على ذلك الفطرة. لو لم يكن الصانع حياً، لاستحال أن يوجد شيئاً، لو لم يكن باقياً لكان للألوهية منافياً. لو كان الباري جسماً، ما استحق الإلهية اسماً. لو كان الباري جوهراً، لكان للحيز مفتقراً. العرض لا يبقى، والقديم لا يتغير ولا يفنى. لو لم يكن بصفة القدرة موصوفاً، لكان بسمة العجز معروفاً. لو لم يكن عالماً قادراً، لاستحال كونه خالقاً فاطراً. دلت الفطرة والعبرة، أن الحوادث لا تحصل إلا من ذي قدرة. لو لم يكن بالإرادة قاصداً، ما كان العقل بذلك شاهداً. من تنوع إيجاده، دل ذلك على أن الفعل مراده. لو لم يكن بالسمع والبصر موصوفاً، لكان لضديهما مألوفاً. لو جاز سامع لا سمع له، لجاز صانع لا صنع له، لو كان سمعه بأذن، لافتقرت ذاته إلى ركن. من صدرت عنه الشرائع والأحكام، كان موصوفاً بالكلام. ليس في الصفات


(١) ق: ربك.

<<  <  ج: ص:  >  >>