للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال بعض المؤرخين (١) : إن المائدة كانت مصنوعة من الذهب والفضّة، وكان عليها طوق لؤلؤ طوق ياقوت وطوق زمرد، وكلها مكلّلة بالجواهر، انتهى.

وما ذكره ابن حيّان من أن الذي يكب موسى بن نصير هو سليمان بن عبد الملك صواب، وأمّا ما حكاه ابن خلّكان من أن المنكب (٢) له الوليد فليس بصحيح، والله أعلم.

رجع إلى كلام ابن حيّان

قالوا: ثمّ إن موسى اصطلح مع طارق، وأظهر الرضى عنه، وأقرّه على مقدمته على رسمه، وأمره بالتقدّم أمامه في أصحابه، وسار موسى خلفه في جيوشه، فارتقى إلى الثغر الأعلى، وافتتح سرقسطة وأعمالها، وأوغل في البلاد، وطارق أمامه لا يمرّان بموضع إلاّ فتح عليهما، وغنّمهما الله تعالى ما فيه. وقد ألقى الله الرعب في قلوب الكفرة فيم يعارضهما أحد إلاّ بطلب الصلح (٣) ، وموسى يجيء على أثر طارق في ذلك كله، ويكمل ابتداءه، ويوثّق للناس ما عاهدوه عليه، فلمّا صفا القطر كلّه وطامن نفوس من أقام على سلمهن ووطّأ لأقدام المسلمين في الحلول به، أقام لتمييز ذلك وقتاً، وأمضى المسلمين إلى إفرنجة ففتحوا وغنموا وسلموا وعلوا وأوغلوا، حتى انتهوا إلى وادي رودنة (٤) ، فكان أقصى أثر العرب ومنتهى موطئهم من أرض العجم. وقد دوّخت بعوث طارق وسراياه بلد إفرنجة فملكت مدينتي برشلونة وأربونة


(١) ابن خلكان ٤: ٤١١.
(٢) جزء ٤: ٤١٢، وليس هناك كلمة " المنكب " وإنما قال ابن خلكان: " ويقال إن الوليد كان قد نقم عليه أمرا فلما وصل، وهو بدمشق، أقامه في الشمس يوما كاملا في يوم صائف حتى خر مغشيا عليه " وعندي أن المنكب تصحيف لكلمة " المكبت ".
(٣) ط: صلح.
(٤) في الأصول: ردونة، وهي تقابل نهر الرون، ويشك المؤرخون في أن يكون موسى قد تغلغل في هذه المناطق.

<<  <  ج: ص:  >  >>