للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأصبح عن أم الحويرث ما سلا ... (وجارتها أم الرباب بمأسل)

وكن في مديح المصطفى كمدبج ... (يقلب كفيه بخيط موصل)

وأمل به الأخرى ودنياك دع فقد ... (تمتعت من لهو بها غير معجل)

وكن كنبيث للفؤاد منابث ... (نصيح على تعذاله غير مؤتل)

ينادي إلهي إن ذنبي قد عدا ... (علي بأنواع الهموم ليبتلي)

فكن لي مجيراً من شياطين شهوة ... (علي حراص لو يسرون مقتلي)

وينشد دنياه إذا ما تدللت ... (أفاطم مهلاً بعض هذا التدلل)

فإن تصلي حبلي بخير وصلته ... (وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي)

وأحسن بقطع الحبل منك وبته ... (فسلي ثيابي من ثيابك تنسلي)

أيا سامعي مدح الرسول تنشقوا ... (نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل)

وروضة حمد للنبي محمد ... (غذاها نمير الماء غير المحلل)

ويا من أبى الإصغاء ما أنت مهتد ... (وما إن أرى عنك الغواية تنجلي)

فلو مطفلاً أنشدتها لفظها ارعوت ... (فألهيتها عن ذي تمائم محول)

ولو سمعته عصم طود أمالها ... (فأنزل منها العصم من كل منزل) وقد عرف بحازم هذا في أزهار الرياض وذكرت جملة من نظمه ومن بارع ما وقع له قوله (١) :

أدر المدامة فالنسيم مؤرج ... والروض مرقوم الرود مدبج

والأرض قد لبست برود جمالها ... فكأنما هي كاعب تتبرج

والنهر مما ارتاح معطفه إلى ... لقيا النسيم عبابه متموج

يمسي الأصيل بعسجدي شعاعه ... أبداً يوشى صفحه ويدبج

وتروم أيدي الريح تسلب ما اكتسى ... فتزيده حسناً بما هي تنسج

فارتح لشرب كؤوس راح نورها ... بل نارها في مائها تتوهج


(١) ديوان حازم: ٢٨ وأزهار الرياض ٣: ١٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>