للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الورد أحسن ما رأت عيني وأذ ... كى ما سقى ماء السحاب الجائد

خضعت نواوير الرّياض لحسنه ... فتذللت تنقاد وهي شوارد

وإذا تبدّى الورد (١) في أغصانه ... يزهو فذا ميتٌ وهذا حاسد

وإذا أتى وفد الرّبيع مبشّراً ... بطلوع وفدته فنعم الوافد

ليس المبشّر باسمه ... خبرٌ عليه من النبوّة شاهد

وإذا تعرّى الورد من أوراقه ... بقيت عوارفه فهنّ خوالد انتهى المقصود منه.

وكأنّه عارض بهذه الأبيات في تفضيل الورد قول ابن الرومي في تفضيل النرجس عليه من قصيدة:

للنرجس الفضل المبين وإن أبى ... آبٍ وحاد عن الحقيقة حائد وهي مشهورة.

وردّ على ابن الرومي بعضهم بقوله:

يا من يشبّه نرجساً بنواظر ... دعجٍ تنبّه إنّ فهمك فاسد إلخ وهي أيضاً مشهورة.

[انتقاض حال الأندلس]

رجع إلى ما كنّا فيه - وكانت لأهل الأندلس بين زمان الفتح وما بعده وقائع في الكفّار شفت الصدور من أمراضها، ووفت النفوس بأغراضها، واستولت على ما كان لمّلة الكفر من جواهرها وأعراضها، ثم وقع الاختلاف، بعد ذلك


(١) في الأصول: الغصن.

<<  <  ج: ص:  >  >>