للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الائتلاف، فعصفت ريح العدوّ والحروب سجال، وأعيا العلاج حكماء الرجال، فصار أهل الأندلس يتذكرون موسى بن نصير وطارق (١) ، ومن بعدهما من ملوك الأندلس الذين راعت العدوّ الكافر منهم طوارق.

[رسائل أبي المطرف بن عميرة]

وما أحسن ما أعرب الإمام الكاتب القاضي أبو المطرف بن عميرة (٢) ، عمّا يشمل هذا المعنى وغيره في كتابٍ بعث به إلى الشيخ أبي جعفر بن أميّة، حين حلّ الرّزء ببلنسية، وهو (٣) :

ألا أيّها القلب المصرّح بالوجد ... أما لك من بادي الصّبابة من بدّ

وهل من سلوّ يرتجى لمتيّمٍ ... له لوعة الصادي وروعة ذي الصّدّ

يحنّ إلى نجدٍ، وهيهات حرّمت ... صروف الليالي أن يعود إلى نجد

فيا جبل الريان لا ريّ بعدما ... عدت غير الأيام عن ذلك الورد

ويا أهل ودّي والحوادث تقتضي ... خلوّي عن أهل يضاف إلى الودّ

ألا متعة يوماً بعارية المنى ... فإنّا نراها كلّ حين إلى الردّ

أمن بعد رزءٍ في بلنسيةٍ ثوى ... بأحنائنا (٤) كالنّار مضمرة الوقد

يرجّي أناسٌ جنّةً من مصائب ... تطاعن فيهم بالمثقّفة الملد


(١) كذا السجع، وحقه أن يكون " وطارقاً ".
(٢) أبو المطرف بن عميرة: أحمد بن عبد الله المخزومي، سيترجم له المقري، وانظر ترجمته أيضاً في الجزء الأول من الذيل والتكملة لابن عبد الملك، ولسان الميزان وتحفة القادم: ١٤٥ والوافي ٧ الورقة: ٦٤ والغبريني: ١٧٨ والإعلام بمن حل مراكش ١: ٣٥٤، وللأستاذ محمد بن شريفة رسالة جامعة ف حياته وآثاره (الرباط: ١٩٦٥) . ورسائله في مجلدين، وبعض رسائله في صبح الأعشى ورحلة التجافي ورحلة العياشي وشرح المقصورة والروض المعطار والذيل والتكملة ج؟ ٥ " ترجمة الرعيني "،
(٣) المقتطفات (الورقة: ٨٠) وورد بعضها في الروض المعطار: ٥٠ - ٥١.
(٤) ط: بأحشائنا؛ ج: بأحيائنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>