للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألا ليت شعري هل لها من مطالعٍ ... معادٌ إلى ما كان فيها من السعد

وهل أذنب الأبناء ذنب أبيهم ... فصاروا إلى الإخراج من جنّة الخلد مرحباً بالسّحاءة، وما أعارت أفقي من الإضاءة، وردت تسحر النّهى، وتسحب ذيلاً على السّها، وتهزّ من المسرة أعطافاً، وترد من نجوم المجرة نطافاً، عامت من الظلمة في موجها، ثم غلبت الشهب على أوجها، فقلب العقرب يجب، وسهيل بداره يحتجب، والطرف غضيض، وجناح الطائر مهيض، وصاحب الأخبية يقرض، والذابح عن ذبيحته يعرض (١) ، ورامح السماكين تخونه السلاح، وواقع النّسرين يودّ أن (٢) يخفيه الصباح، بلاغة تفتن كل لبيب، وترعى روض كل أديب، وتغضّ على رغم العدوّ من حبيب، إن من البيان لسحراً، ويا أيّها الجواد وجدناك بحراً، أرديت، أيّ بريٍّ بريت، وبأي قمر اهتديت، ليلة سريت، افتتحت بأبياتك الحسان، ونظمتها نظم الجمان، فعوذت ستّتها (٣) بالسبع، وعرفت منها براعة ذلك الطبع، ثم نثرت، على القرطاس [من] شذور المنثور، بل من جواهر النحور، ما استوقف النّظّار، وبهرج اللّجين والنّضار، ورأيتك استمددت ولك الباع الأمدّ، وأعرت محاسنك والعارية تردّ، وجئت بالرائية (٤) تروق أربعتها، وتخرس بها قعقعة الأشعار جعجعتها، فأدت من حسنها ما يسر، واجتمع لمن روى القطعتين ما نظم فيها وهو الدر. وأجريت (٥) خبر الحادثة التي محقت بدر التمام، وذهبت بنضارة الأيّام، فيا من حضر يوم البطشة، وعزّي في أنسه بعد تلك


(١) يريد سعد الأخبية وسعد الذابح.
(٢) ك: يود لو أنه.
(٣) ق ط ك: سنتها؛ ج: سيتها، والتصويب عن دوزي؛ وستتها: ستة أبياتها، والسبع: السبع المثاني.
(٤) هذه الكلمة مضطربة في الأصول ما عدا ط؛ والرائية: القصيدة الرائية، وفي ك: اللألاءة ". وفي ق: الراية، وفي ج: بدلالة.
(٥) من هنا ورد في الروض المعطار حتى قوله: " لقد طال الأسى عليهم والأسف ".

<<  <  ج: ص:  >  >>