للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بطعنته، ويبوء بمقت الله ولعنته:

طعنت ابن عبد الله طعنة ثائر ... لها نفذ لولا الشعاع أضاءها (١) وهناك هدأ القتال، وسكن الخبال، ووقع المتوقع فاستراح البا، وتشوف إلى مذهب الثنوية من لم يكن للتوحيد بمبال، وكثر السؤال عن المبال، بما بال، وجعل الجريح يقول وقد نظر إلى دمه، يسيل على قدمه:

إني له عن دمي المسفوك معتذر ... أقول حملته في سفكه تعبا (٢) ومن سنان (٣) عاد عناناً، وشجاع صار جباناً، كلما شابته شائبة ريبه، أدخل يده في جيبه، فانجحرت الحية، وماتت الغريزة الحية، وهناك يزيغ البصر، ويخذل المنتصر، ويسلم الأشر، ويغلب الحصر، ويجف اللعاب، ويظهر العاب (٤) ، ويخفق الفؤاد، ويكبوالجواد، ويسيل العرق، ويشتد الكرب والأرق، وينشأ في محل الأمن الفرق، ويدرك فرعون الغرق، ويقوي اللجاج ويعظم الخرق، فلا تزيد الحال إلا شدة، ولا تعرف تلك الحائجة المؤمنة إلا ردة:

إذا لم يكن عون من الله للفتى ... فأول (٥) ما يجني عليه اجتهاده فكم مغرى بطول البث، وهومن الخبث، يؤمل الكرة، ليزيل المعرة، ويستنصر الخيال، ويعمل باليد الاحتيال:

إنك لا تشكو إلى مصمت ... فاصبر على الحمل الثقيل أو مت (٦)


(١) البيت لقيس بن الخطيم، ديوانه: ٧.
(٢) ق: التعبا.
(٣) عطف على قوله فيما سبق: " فمن عصا تنقلب ... الخ ".
(٤) ق: اللغاب؛ والعاب: العيب.
(٥) ق: فأكثر.
(٦) المصمت: الذي يهتم إذا شكوت إليه؛ وهذا من الأمثال، (انظر اللسان - الصمت -) .

<<  <  ج: ص:  >  >>