للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كفرخ ابن ذي يومين يرفع رأسه ... إلى أبويه ثم يدركه الضعف وقائل:

تكرش أيري بعدما كان املسا ... وكان غنياً من قواه فأفلسا

وصار جوابي للمها إن مررن بي ... مضى الوصل إلا منية تبعث الأسر وقائل:

بنفسي من حييته فاستخف بي ... ولم يخطر الهجران يوماً على بالي

وقابلني بالغور والنجد بعدما ... حططت به رحلي وجردت سربالي

وما أرتجي من موسر فوق تكة ... عرضت له شيئاً من الحشف البالي هموم لا تزال تبكى، وعلل الدهر تشكى، وأحاديث تقص وتحكى، فإن كنت أعزك الله سبحانه من النمط الأول، ولم تقل:

وهل عند رسم دارس من معول (١) ... فقد جنيت الثمر، واستطبت السمر، فاستدع الأبواق من أقصى المدينة، واخرج على قومك في ثياب الزينة (٢) واستبشر بالوفود، وعرف المسمع عازفة الجود، وتبجح بصلابة العود، وإنجاز الوعود، واجن رمان النهود، من أغصان القدود، واقطف ببنان اللثم أقاح الثغور وورد الخدود، وإن كانت الأخرى فأخف الكمد، وارض الثمد، وانتظر الأمد، وأكذب التوسم، واستعمل التبسم، واستكتم النسوة، وأفض فيهن الرشوة، وتقلد المغالطة وارتكب، وجئ على قميصه بدم كذب، واستنجد الرحمن، واستعن على أمرك بالكتمان:


(١) صدر هذا البيت " وإن شفائي عبرة مهراقة " وهو من معلقة امرئ القيس.
(٢) يشير إلى زهوه كأنه قارون.

<<  <  ج: ص:  >  >>