للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا تظهرن لعاذل أوعاذر ... حاليك في الضراء والسراء (١)

فلرحمة المتفجعين حرارة ... في القلب مثل شماتة الأعداء وانتشق الأرج، وارتقب الفرج، فكم غمام طما " ما رميت إذ رميت ولكن الله رمى " الأنفال:١٧ واملك بعدها عنان نفسك حتى تمكنك الفرصة، وترفع إليك القصة، ولا تشره إلى عمل لا تفيء منه بتمام، وخذ عن إمام، ولله در الحارث بن هشام (٢) :

الله يعلم ما تركت قتالهم ... حتى رموا مهري بأشقر مزبد

وعلمت أني أقاتل دونهم ... أقتل، ولم يضرر عدوي مشهدي

ففررت منهم والأحبة فيهم ... طمعاً لهم بعقاب يوم مفسد واللبانات تلين وتجمح، والمآرب تدنو وتنزح، وتحرن ثم تسمح، وكم من شجاع خام (٣) ، ويقظ نام، ودليل أخطأ الطريق، وأضل الفريق، والله عز وجل يجعلها خلة موصولة، وشملاً اكنافه بالخير مشمولة، وبنية أركانها لركائب اليمن مأمولة، حتى تكثر خدم سيدي وجواريه، وأسرته وسراريه، وتصفوعليه نعم باريه، ما طورد قنيص، واقتحم عيص، وأدرك مرام عويص، وأعطي زاهد وحرم حريص؛ والسلام.

[بقية ترجمة ابن خلدون عن الإحاطة]

تواليفه - شرح البردة شرحاً بديعاً دل به على انفساح ذرعه، وتفنن إدراكه


(١) ق: السراء والضراء.
(٢) قالها حين فر عن أصحابه يوم بدر وعيره حسان بالفرار بقوله:
إن كنت كاذبة الذي حدثتني ... فنجوت منجى الحارث بن هشام وانظر حماسة البحتري: ٤٠.
(٣) خام: حاد وجبن.

<<  <  ج: ص:  >  >>