للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ميدانه، وعقدت بناني ببنانه، وتركت شاني وإن رغم الشاني لشانه، وقلت معتذراً عن التهويم في بعض أحيانه:

أهلاً بطيفك زائراً أو عائداً ... تفديك نفسي غائباً أوشاهدا

يا من على طيف الخيال أحالني ... أتظن جفني مثل جفنك راقدا

ما نمت، لكن الخيال يلم بي ... فيجله طرفي فيطرق ساجدا ومن العصمة أن لا تجد، هلا قبل المشيب، ومع الزمن القشيب، وقبل أن تمخض القربة، وتبنى الخانقاه والتربة، وتؤنس باله الغربة، وعلى ذلك فقد أثر، وباء قلبي المعثر، اللهم لا أكثر:

وبدا له من بعد ما اندمل الهوى ... برق تألق موهناً لمعانه

يبدو كحاشية الرداء ودونه ... صعب الذرا متمنع أركانه

فبدا لينظر كيف لاح، فلم يطق ... نظراً إليه ورددت أشجانه

فالنار ما اشتملت عليه ضلوعه ... والماء ما سمحت به أجفانه وجعلت الإملاء على حمل مؤازرته أيده الله تعالى علاوة، وبعد الفراغ من ألوان ذلك الخوان حلاوة، وقلت أخاطب مؤلف كتاب الصبابة بما يعتمده جانب إنصافه، ويغطي على نقص إن وقع فيه كمال أوصافه:

يا من أدار من الصبابة بيننا ... قدحاً ينم المسك من رياه

وأتى بريحان الحديث فكلما ... سمح النديم براحه حياه

أنا لأهيم بذكر من قتل الهوى ... لكن أهيم بذكر من أحياه وعن لي أن أذهب بهذا الحب المذهب المتأدي إلى البقاء، الموصل إلى ذروة السعادة في معارج الارتقاء، الذي غايته نعيم لا نيقضي أمده، ولا ينفذ مدده، ولا يفصل وصله، ولا يفارق الفرع أصله، حب الله المبلغ إلى قربه، المستدعي لرضاه

<<  <  ج: ص:  >  >>