للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سلني عن المنبت حين تقطعت ... أسبابه تيهاً ولا من يسأل

قوم سطت بهم السباع، وفرقة ... عطشوا، وأين من الظلماء المنهال

لفح الهجير وجوههم بسعيره ... فتهافتوا ببلالة وتعللوا

وجماعة ركبوا المفاوز دائماً ... عثروا على أثر فشط المنزل

وركائب جعلوا الدليل أمامهم ... وسروا ففازوا بالذي قد أملوا

والليل متلفة، ومدرجة الهوى ... لا يستقل بها المطي الذلل

والواصلون هم القليل وكيف تقحموا ... خطر النوى وعلى الشدائد عولوا

طارت بهم أشواقهم فعقولهم ... معقولة عن شأنها لا تعقل

عذراً لكم يا أهل عذرة شأنكم ... سلمت فيه لكم فقولوا وافعلوا حتى إذا خرجوا إلى قضاء القدر المشترك، وأفلت من أفلت من الشرك، وسلم من قتيل المعترك، وأشرفوا بركاب الآمال، على ثنية الجمال، زعقوا بإزاء الباب، ونادوا من وراء الحجاب:

كل كنى عن شوقه بلغاته ... ولربما أبكى الفصيح الأعجم وأوصلوا رقاع شكواهم، بسر هواهم، وبرزوا صفاً، واستظهروا بشفعائهم التي ظنوا أنها لا تخفى {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} (الزمر:٣) وقد تعينت الأوصاف وتميزت، وانتبذت الأصناف وتحيزت، والعشاق نجت وسلمت، مذ علمت، منهم الصفوة والمجان، والحرافيش والبهلوان، ممن يعول على ذراعه، وملء كمته وصواعه، وطول باعه، وصلابة طباعه، وسلاطة لسانه، وامتزاج إساءته بإحسانه، شأنه البحث عن المحبوب، مع الشروق والغروب، والتوصل إلى وصله المطلوب، بالحركة الرشيقة واللفظ الخلوب، ومن اتسم بإذاعة الأسرار، وصحبة الشرار

<<  <  ج: ص:  >  >>