وأتمثل في تلك الحدائق التي حمائمها سواجع، بقول من جفونه من الهوى غير هواجع:
تشدو بعيدان الرياض حمائم شدو القيان عزفهن بالأعواد
ماد النسيم بقضبها فتمايلت مهتزة الأعطاف والأجياد
هذي تودع تلك توديع التي قد آذنت منها بوشك بعاد
واستعبرت لفراقها عين الندى فابتل مئزرعطفها المياد
وأحدق النظر إلى روض، لإنسان العين من فراقه في بحر الدموع سبح وخوض:
روض به أشياء لي؟ ست في سواه تؤلف
فمن الهزار ترنم ومن القضيب تقطف
ومن النسيم تلطف ومن الغدير تعطف
وألتفت كالمستريب، والحي إذ ذاك قريب، وحديث العهد ليس بمنكر ولا غريب:
أهذا ولما تمض للبين ساعة فكيف إذا مرت عليه شهور
والآثار لائحة، والشمال غادية بأذكى رائحة:
أرى آثارهم فأذوب شوقاً وأسكب من تذكرهم دموعي
وأسأل من قضى بفراق حبي يمن علي منهم بالرجوع
والنفس متعللة ببعض الأنس، والمشاهد الحميدة لن تنس:
تلك العهود بشدها مختومة عندي كما هي عقدها لم يحلل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute