للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غير أن الرحيل، عن الربع المحيل، فصل بين الشائق والمشوق وحيل:

وقفنا بربع الحب والحب راحل نحاول رجعاه لنا ويحاول

وألقت دموع العين فيه مسائلا لها عن عبارات الغرام دلائل

وبالسفح منها كما سقيت لبانها فميلته والسفح للبان مائل

إذا نسمة الأحباب منها تنسمت تطيب بها أسحارنا والأصائل

تثير شجوني ساجعات غصونها فمنها على الحالتين هاجت بلابل

مرابع ألا في مراتع لذتي مطالع أقماري بها والمنازل

فحياها الله من منازل ذات مراتع أقمار سائرة فيها، ومنازه لا يحصى الواصف محاسنها وأمداح أهلها ولا يستوفيها:

حلوا عقود اصطباري عندما رحلوا وفي الخمائل حلوا مثل أمطار

إن المنازل قد كانت منازه إذ باتوا بها وهي أوطاني وأوطاري

ورعى الله من بان، وشاق حتى الرند والبان:

بانوا لعيني أقماراً تقلهم لدن الغصون فلما آنسوا بانوا

عهودهم لست أنساها، وكيف وقد رثى لبيني عنها الرند والبان

وفي مثل هذا الموطن تذوب القلوب الرقاق، كما قال حائز قصب السبق بالاستحقاق، الأديب الأندلسي الشهير بابن الزقاق:

وقفت على الربوع ولي حنين لساكنهن ليس إلى الربوع

<<  <  ج: ص:  >  >>