ولو أني حننت إلى مغاني أحبائي حننت على ضلوعي
وكما قال بعض من له في هذه الفجاج مسير:
دخولك من باب الهوى إن لو أردته يسير، ولكن الخروج عسير
وأين من له صفاة لا يطمع الدهر القوي في نحتها، وجنات دنيوية لا تجري أنهار الفراق من تحتها:
فسقى رضيع النبت من ذاك الحمى بحيا تدور على الربى كاساته
سفح سفحت عليه دمعي في ثرى كالمسك ضاع من الفتاة فتاته
ولم أزل بعد انفصالي عن الغرب يقصد الشرق، واتصافي في أثر ذلك الجمع بالفرق:
أحن إذا خلوت إلى زمان تقضي لي بأفنية الربوع
وأذكر طيب أيام تولت لنا فتفيض من أسف دموعي
وأتوق وقد اتسع من البعد الخرق، وخصوصا إذا شدا صادح أو أومض برق، إلى ديار لا يعدوها اختيار:
وأربع أحباب إذا ما ذكرتها بكيت، وقد يبكيك ما أنت ذاكر
بطاح وأدواح يروقك حسنها بكل خليج نمنته الأزاهر
فما هو إلا فضة في زبرجد تساقط فيه اللؤلؤ المتناثر
بحيث الصبا والترب والماء والهوى عبير وكافور وراح وعاطر
وما جنة الدنيا سوى ما وصفته وما ضم منه الحسن نجد وحاجر
بلادي التي أهلي بها وأحبتي وقلبي وروحي والمنى والخواطر