للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نصيبك في حياتك من حبيب ... نصيبك في منامك من خيال (١) جعل الله تعالى الأدب مع الحق شانا، وأبعد عنا الفراق الذي شاننا، وإني لأسر لسيدي بأن رعى اله تعالى صالح سلفه، وتداركه بالتلافي في تلفه، وخلص سعادته من كلفه، وأحله من الأمن في كنفه، وعلى قدرها تصاب العلياء، وأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأولياء.

" هذا والخير والشر في هذه الدار، المؤسسة على الأكدار، ظلان مضمحلان، فقد ارتفع، ما ضر أونفع، وفارق المكان، فكأنه ما كان، ومن كلمات الملوك، البعيدة عن السلوك، إلا أن يشاء ملك الملوك (٢) :

خذ من زمانك ما تيسر ... وارتك بجهدك ما تعسر

ولرب مجمل حالة ... ترضى به ما لم يفسر

والدهر ليس بدائم ... لا بد أن سيسوء إن سر

واكتم حديثك جاهداً ... شمت المحدث أوتحسر

والناس آنية الزجا ... ج إذا عثرت به تكسر

لا تعدم التقوى فمن ... عدم التفقى في الناس أعسر

وإذا امرؤ خسر الإل ... هـ فليس خلق منه أخسر وإن لله تعالى في رعيك لسراً، ولطفاً مستمراً مستقراً، إذ ألقاك اليم إلى الساحل، فأخذ بيدك من ورطة الواحل، وحرك منك عزيمة الراحل، إلى الملك الحلاحل، فأدلك من إبراهيمك سمياً، وعرفك بعد الولي وسمياً، ونقلك من عناية إلى عناية، وهوالذي يقول وقوله الحق {ما ننسخ من آية - الآية} (البقرة: ١٠٦) .


(١) من قصيدة المتنبي في رثاء أم سيف الدولة.
(٢) الأبيات في مشاهدات لسان الدين: ١١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>