إلى كم أراني في البطالة كانعاً ... وعمري قد ولى، ووزري قد عدا
تقضى زماني في لعل وفي عسى ... فلا عزمة تمضي ولا لوعة تهدا
حسام جبان كلما شيم نصله ... تراجع بعد العزم والتزم الغمدا
ألا ليت شعري هل أراني ناهداً ... أقود القلاص البدن والضامر النهدا
رضيع لبان الصدق فوق شملة ... مضمرة وسدت من كورها مهدا
فتهدى بأشواقي السراة إذا سرت ... وتحدى بأشعاري الركاب إذا تحدى
إلى أن أحط الرحل في تربك الذي ... تضوع نداً ما رأينا له ندا
وأطفئ في تلك الموارد غلتي ... واحسب قرباً مهجة شكت البعدا
لمولدك اهنز الوجود فأشرقت ... قصور ببصرى ضاءت الهضب والوهدا
ومن رعبه الأوثان خرت مهابة ... ومن هوله إيوان كسرى قد انهدا
وغاض له الوادي وصبح عزه ... بيوتاً لنار الفرس أعدمها الوقدا
رعى الله منها ليلة أطلع الهدى ... على الأرض من آفاقها القمر السعدا
وأقرض ملكاً قام فينا بحقها ... لقد أحرز الفخر الموثل والمجدا
وحيا على شط الخليج محلة ... يحالف من ينتابها العيشة الرغدا
وجاد الغمام العد فيها خلائفاً ... مآثرهم لا تعرف الحصر والعدا
علياً وعثماناً ويعقوب، لا عدا ... رضى الله ذاك النجل والأب والجدا
حموا وهم في حومة البأس والندى ... فكانوا الغيوث المستهلة والأسدا
ولله ما قد خلفوا من خليفة ... حوى الإرث عنهم والوصية والعهدا
إذا ما أراد الصعب أغرى بنيله ... صدور العوالي والمطهمة الجردا
وكم معتد أردى وكم تائه هدى ... وكم حكمة أخفى، وكم نعمة أبدى
أبا سالم دين الإله بك اعتلى ... أبا سالم ظل الإله بك امتدا
فدم من دفاع الله تحت وقاية ... كفاك بها أن تسحب الحلق السردا
ودونكها مني نتيجة فكرة ... إذا استرشحت للنظم كانت صفاً صلدا
ولو تركت مني الليالي صبابة ... لأجهدتها ركضاً وأرهقتها شدا