للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شمل الرضى فكأن كل أقاحة ... تومي بثغر للسلام شنيب

وأتيت في بحر القرى أم القرى ... حتى حططت بمرفأ التقريب

فرأيت أمن الله في ظل التقى ... والعدل تحت سرادق مضروب

ورأيت سيف الله مطرور الشبا (١) ... يمضي القضاء بحده المرهوب

وشهدت نور الحق ليس بآفل ... والدين والدنيا على ترتيب

ووردت بحر العلم يقذف موجه ... للناس من درر الهدى بضروب

لله من شيم كأزهار الربى ... غب انثيال العارض المسكوب

وجمال مرأى في رداء مهابة ... كالسيف مصقول الفرند مهيب

يا جنة فارقت من غرفاتها ... دار القرار بما اقتضته ذنوبي

أسفي على ما ضاع من حظي بها ... لا تنقضي ترحاته ونحيبي

إن أشرقت شمس شرقت بعبرتي ... وتفيض في وقت الغروب غروبي

حتى لقد علمت ساجعة الضحى ... شجوي وجانحة الأصيل شحوبي

وشهادة الإخلاص توجب رجعتي ... لنعيمها من غير مس لغوب

يا ناصر الدين الحنيف وأهله ... أنضاء مسغبة وفل خطوب

حقق ظنون بنيه فيك فإنهم ... يتعللون بوعدك المرقوب

ضاقت مذاهب نصرهم فتعلقوا ... بجناب عز من علاك رحيب

ودجا ظلام الكفر في آفاقهم ... أوليس صبحك منهم بقريب

فانظر بعين العز من ثغر غدا ... حذر العدا يرنوبطرف مريب

نادتك أندلس ومجدك ضامن ... أن لا يخيب لديك ذو مطلوب

غصب العدو بلادها وحسامك ال ... ماضي الشبا مسترجع المغصوب

أرض السوابح في المجاز حقيقة ... من كل قعدة محرب وجنيب

يتأود الأسل المثقف فوقها ... وتجيب صاهلة رغاء نجيب


(١) المطرور: المشحوذ؛ الشبا: الحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>