للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والنصر يضحك كل مبسم غرة ... واليمن معقود بكل سبيب

والروم فارم بكل نجم ثاقب ... يذكي بأربعها شواظ لهيب

بذوابل السلب التي تركت بني ... زيان بين مجدل وسليب

وأضف إلى لام الوغى ألف القنا ... تظهر لديك علامة التغليب

إن كنت تعجم بالعزائم عودها ... عود الصليب اليوم غير صليب

ولك الكتاب كالخمائل أطلعت ... زهر الأسنة فوق كل قضيب

فمرنح العطفين لا من نشوة ... ومورد الخدين غير مريب

يبدو سداد الرأي في راياتها ... وأمورها تجري على تجريب

وترى الطيور عصائباً من فوقها ... لحلول يوم في الضلال عصيب

هذبتها بالعرض يذكر يومه ... عرض الورى للموعد المكتوب

وهي الكتائب إن تنوسي عرضها ... كانت مدونة بلا تهذيب (١)

حتى إذا فرض الجلاد جداله ... ورأيت ريح النصر ذات هبوب

قدمت سالبة العدو وبعدها ... أخرى بعز النصر ذات وجوب (٢)

وإذا توسط وصل سيفك عندها ... جزأي قياسك فزت بالمطلوب

وتبرأ الشيطان لما أن علا ... حزب الهدى من حزبه المغلوب

الأرض إرث والمطامع جمة ... كل يهش إلى التماس نصيب

وخلائف التقوى هم وراثها ... فإليكها بالحظ والتعصيب

لكأنني بك قد تركت ربوعها ... قفراً بكر الغزووالتعقيب (٣)

وأقمت فيها مأتماً لكنه ... عرس لنسر بالفلاة وذيب

وتركت مفلتها بقلب واجب ... رهباً وخد بالأسى مندوب

تبكي نوادبها وينقلن الخطا ... من شلو طاغية لشلو سليب


(١) يومي إلى المدونة في الفقه المالكي، وتهذيب المدونة للبرادعي.
(٢) في هذا البيت وما بعده إشارات إلى المصطلح المنطقي.
(٣) التعقيب: العودة ثانية، وهو من قولهم " قدح معقب " أي يعاد إلى الخريطة مرة بعد مرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>