للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جعل الإله البيت منك مثابة ... للعاكفين وأنت خير مثيب

فإذا ذكرت كأن هبات الصبا ... فضت بمدرجها لطيمة (١) طيب

لولا ارتباط الكون بالمعنى الذي ... قصر الحجى عن سره المحجوب

قلنا لعالمك الذي شرفته ... حسد البسيط مزية التركيب

ولأجل قطرك شمسها ونجومها ... عدلت من التشريق للتغريب

تبدو بمطلع أفقها فضية ... وتغيب عندك وهي في تذهيب

مولاي أشواقي إليك تهزني ... والنار تفضح عرف عود الطيب

بحلى علاك أطلتها وأطبتها ... ولكم مطيل وهوغير مطيب

طالبت أفكاري بفرض بديهها ... فوفت بشرط الفور والترتيب

متنبئ أنا في حلى تلك العلى ... لكن شعري فيك شعر حبيب

والطبع فحل، والقريحة حرة ... فاقبله بين نجيبة ونجيب

هابت مقامك فاطبيت (٢) صعابها ... حتى غدت ذللاً على التدريب

لكنني سهلتها وأدلتها ... من كل حشي بكل ربيب (٣)

إن كنت قد قاربت في تعديلها ... لا بد في التعديل من تقريب (٤)

عذري لتقصيري وعجزي ناسخ ... ويجل منك العفوعن تثريب

من لم يدن لله فيك بقربة ... هو من جناب الله غير قريب ولما احتفل السلطان لإعذار ولده نظمت هذه القصيدة مساعدة لمن نظم من الأصحاب، وتشتمل على أوصاف من ذكر الحلبة التي أرسلها، والطلبة التي


(١) اللطيمة: وعاء الطيب أو قافلة تحمل طيوباً.
(٢) اطبيت: استملت.
(٣) الوحشي: اللفظ الوحشي؛ والربيب: المربب المألوف في البيت يعني به القول؛ ولعل فيع غشارة بعيدة إلى وحشي قاتل حمزة وإلى الربيب مثل عمر بن أبي سلمة الذي كان ربيب النبي (ص) .
(٤) التعديل والتقريب من مصطلحات الحساب والفلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>