للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لي الفخر إن أبصرتني أوسمعت بي ... على كل مصقول الغرارين مرهف

كفاني فخراً أن تراني قائماً ... بسنة إبراهيم في كف يوسف ومقطوعاته كثيرة لم يتضمن هذا الديوان منها إلا القليل بسبب الاختصار، ومن أراد الوقوف على جملتها فعليه بكتاب الصيب والجهام في شعره، رحمه الله تعالى، قال ذلك ولده علي، لطف الله تعالى به آمين؛ انتهى.

فمن ذلك قوله رحمه الله تعالى (١) :

عسى خطرة بالركب يا حادي العيس ... على الهضبة الشماء من قصر باديس (٢)

لنظفر من ذاك الزلال بعلة ... وننعم في تلك الظلال بتعريس

حبست بها ركبي فواقاً، وإنما ... عقدت على قلبي بها عقد تحبيس (٣)

لقد رسخت آي الجوى في جوانحي ... كما رسخ الإنجيل في قلب قسيس

بميدان جفني للسهاد كتيبة ... تغير على سرح الكرى في كراديس

وما بي إلا نفحة حاجزية ... سرت والدجى ما بين وهن وتغليس

ألا نفس يا ريح من جانب الحمى ... تنفس من نار الجوى بعض تنفيس

ويا قلب لا تلق السلاح فربما ... تعذر في الدهر اطراد المقاييس

وقد تعتب الأيام بعد عتابها ... وقد يعقب الله النعيم من البوس

ولا تخش لج الدمع يا خطرة الكرى ... إلى الجفن بل قيسي على صرح بلقيس

تقول سليمى ما لجسمك شاحباً ... مقالة تأنيب يشاب بتأنيس

وقد كنت تعطوكلما هبت الصبا ... بريان في ماء الشبيبة مغموس

ومن رابح الأيام يا ابنة عامر ... بجوب الفلا راحت يداه بتفليس


(١) الإحاطة: ٤٢١ وأزهار الرياض ١: ٢٣٤.
(٢) قصر باديس: فرضة بالمغرب تقابل مالقة من الديار الأندلسية.
(٣) التحبيس: الوقف الدائم.

<<  <  ج: ص:  >  >>